Wednesday 29 April 2009

قصة طاولة الأكل

أتاني راكضا، قصي لي قصة العصافير اللي قلتيها اليوم؛ يقصد هني ذاك اليوم
ماني قاصتها، قول لي عن شيء جديد أقص لك عنه
قولي عيل قصة القبقب و الأسد اللي قلتيها اليوم
هذي قصة قلتها بعد قصة العصافير و ما كنت متوقعة راح يذكرها، حتى أنا نسيتها، و قلت له ماني قايلتها
إنزين قصة الزهيوي و الخبز
!!
هالقصة كانت قبل سنة

خلاص خلاص، أنا بقولك قصة، و صمت تخريفي بحت تلاه

قصة طاولة الأكل،

كان يا ما كان في قديم الزمان كان في أطفال ضايعين، لقوا لهم مكان يعيشون فيه تحت طاولة الأكل. و في وقت العشاء شرع الناس يأكلون على الطاولة، حتى إذا زادت قرقعة الصحون و الكؤوس و الملاعق، ارتجت الأرض تحت الطاولة و انفرجت فتقلب الأطفال على سلالم تقود إلى الأسفل. نزل الأطفال فقادتهم السلالم إلى مصنع كبير تنفث منه رائحة زكية و إذا بأقزام كثر كل واحد منهم يصنع قطعة بسكويت، و كل قطعة عليها إسم، سأل الأطفال أحد الطباخين عن الأسامي المنقوشة على قطع البسكويت الشهية، فقال أنها لأطفال العالم، و أن لكل طفل قطعة باسمه. فطالب الأطفال بقطع بسكويت لهم بما أنهم من أطفال العالم

أين تسكنون؟ سأل القزم
تحت الطاولة، أجاب أحدهم
تحت الطاولة، لا أحد يسكن تحت طاولة!! كيف لي أن أعتبرك طفلا؟
و لكن من حقنا أن نحصل على البسكويت، فنحن ما زلنا أطفالا
إذهبوا إلى كبير الطباخين فلربما ساعدكم و حقق رجاءكم البعيد


فذهب الأطفال إلى كبيرهم و أعلموه بخبرهم، فقال

ما أسماؤكم؟

أنا زفرون
و أنا أخته زفيرة
و أنا ابن عمهم گنوش

سكت القزم لبرهة، ثم استطرد

إذا أردتم قطع البسكويت، فيجب عليكم أولا حمل أعلام بأسمائكم إلى الجبل الأكبر هناك، و غرس أعلامكم في قمته

ذهب الثلاثة إلى ذلك الجبل العظيم، و مروا بجميع درجات الصعود، إلى أن وصلوا إلى القمة. كانت قمة الجبل أرض واسعة مليئة بالأعلام المغروسة تبدو و كأنها العشب من كثرتها، و تتوسط الأرض شجرة ضخمة

فرح الأطفال لوصولهم السالم، و لما شرع أحدهم بغرس علمه زمجرت صرخة رجت الأرض و هزت الشجرة، فزع الأطفال و ظنوا أن الأرض تألمت، حتى بانت من وراء جذع الشجرة العظيمة عجوز سخيمة اقتربت منهم و هي تعرج من قِدَم قدميها، و حملقت في وجوههم الصغيرة و كأنها تتفقد غنائمها: من سمح لكم أن تغرسوا في أرضي أعلامكم من غير استئذاني؟ لا أحد من الأطفال يجرؤ على هذا الفعل المشين

نحن آسفون يا سيدتي، لم نكن نعلم أن القمة لها مالك
لن يغرس أحد شيئا إلا بعد أن أسأله سؤالا، و الآن تعال يا زفرون و اتبعني إلى الشجرة
لحق زفرون بها، و بقي الباقيان في ترقب قلق

ما اسم أختك؟
زفيرة
لا، لديها إسم آخر
زفيرة، أنا متأكد من ذلك
لا، لديها إسم آخر
كيف يكون ذلك، إنها أختي
و كررت العجوز جملتها
أحقا لديها إسم آخر؟ أحقا ذلك، لم يخبرني أحد بالأمر
فارتسمت على وجه العجوز ابتسامة ما زادتها إلا قبحا و قالت: لقد أخطأت الجواب يا زفرون، و الآن هات علمك و اصعد فوق الشجرة.

صعد زفرون الشجرة حزينا و فوجئ بأعداد من الأطفال مختبئين فيها و ينظرون إليه بعيون تائهة. ثم نادت العجوز أخته زفيرة و قالت لها:

ما اسم ابن عمك؟
اسمه گنوش
لا، لديه اسم آخر
قلت لك اسمه گنوش، هو ابن عمي و أنا أعرفه
فرددت العجوز، لا، لديه اسم آخر
إنك عجوز كاذبة، و إنه گنوش ابن عمي و ليس له اسم آخر
فعبست العجوز و رفعت ما بقي من حاجبيها بكبرياء، و قالت للطفلة: لقد أصبتِ و عليكِ الأمان، فاغرسي علمك و اغربي عن هذه القمة من ذاك الاتجاه لكي لا يراك ابن عمك


فعلت الطفلة ما أُمِرَت و ناداها أخوها من على الشجرة، و ناداها، و لكن العجوز كانت قد أسكنت الرياح فلا صوت يُسمع و لا صدى. ثم جاء دور گنوش في السؤال

ما اسمك؟
گنوش، أجابها بثقة
لا، لديك اسم آخر
اسمي گنوش، لم أعلم اسم غيره، أجاب بقلق
لا، لديك اسم آخر
أحقا لدي اسم آخر؟؟ لم يخبرني أحد بذلك، لم أعلم يوما بذلك
صدقها المسكين فضحكت و انتزعت علمه من كفه الصغيرة و قالت: لقد أخطأت الجواب، فاصعد إلى الشجرة مع زفرون و باقي الأطفال


فانهمرت من عينيه الدموع و تدفقت كالسيول و إنها زادت فأغرقت المكان و جرفت الأطفال من على الشجرة إلى قاع الوديان و تحولت العجوز بعد أن توهجت كالشمس إلى طائر حالك السواد تتعثر في طيرانها من طول منقارها و انحل سحر الرياح و انفرجت بعد سكونها فتعالت أصوات البكاء التعيسة في كل شقوق الماء و الأجواء. و ما زالت الأنهار تعج بالصغار حتى............

و هنا قام ابن أختي من مجلسه و خرج من الغرفة بسكون و كأني بلغت النهاية في ميقات عقله، أو كأنه اكتفى من هول الخبر. و ظللت أقصها على الناس إلى حيث قام هو، إلى أن أكملتها ذات يوم مع بنات أختي

..........حتى سمعتهم زفيرة فكسرت غصنا من شجرة قريبة و قربتها من زفرون و گنوش حتى استطاعا الخروج من النهر المالح، و بينما كانا يستريحان بعد هلع الغرق رأوا العجوز طائرا أسود تلقط الأطفال بمنقارها و تخبئهم في غار بالجبل الأكبر. تسلل الثلاثة إلى فتحة الغار فاقترب منهم أيل و قص عليهم بشجن

جاءت هذه العجوز تبكي يوما زادت فيه خطوط وجهها و زادت فأصبحت عجوزا في ثلاثينها، فحن إليها الجبل و نادى لها الريح الساحرة لتتنبأ بما أصابها. فأخبرتها الريح أن زوجها لم يكن يحبها، و لكنه كان يحب رؤيتها فزاد عمر وجهها من طول النظر إليه حتى خلق و اهترأ. و إن برود القلب و إطالة النظر تركيبة سحرية خطيرة، لا يمكن فكها إلا إذا شربت دموع كل الأطفال التائهين

ثم قلت لهن، أكمل لكم باكر، لكني لم أكملها لهن، و هذي الزيادة التالية كتبتها و أنا أقصها عليكم

و هنا رقت قلوب الثلاثة على العجوز التي كانت أصل الشر قبل دقائق قليلة، و دخلوا غارها و جلسوا إلى جانب الأطفال و صاروا يبكون عليها، و من غير معرفة السبب، صارت تنتقل عدوى البكاء من طفل لآخر و عندما رأت العجوز ذلك انشرح صدرها، و جلبت إناءا مقعرا و ملأته من دموعهم. ثم اتخذت لها زاوية و جلست تشرب، فإذا بنور أبيض كضوء القمر يلفها و يغزل جسدها و وجنتاها بخيوطه الرقيقة فبانت بعد وهلة امرأة بديعة الجمال كأن الطبيعة اجتمعت بها و كأن أرواح الدنى تجتمع لتقرر تعابير محياها النضر. و ما زال الأطفال ينظرونها بانبهار حتى اقتربت منهم و على وجنة كل طفل و طفلة طبعت قبلة، و قالت تخاطب الجبل

إنك يا جبل و هؤلاء الأطفال أحن عليّ من زوجي الذي أهلك جسدي من عجز البصيرة و طول البصر، إن الدموع أبلغ من العيون في استحضار الروح و استشفاف الفِكَر، ليت الرجال يظلون أطفالا فلا يظن أحدهم يوما أنه كَبُر فليت شعري إن في الكِبَرِ خلطٌ مع الكِبْرِ

ثم جاءت بسلة بسكويت و كتبت على كل قطعة إسم من أسماء الأطفال، و قالت لهم

لن تعودوا ضائعين بعد الآن فهذا البسكويت سيدلكم كالبوصلة إلى وطنكم
و لكن ماذا إذا أكلناه؟ أفلا ندل ديارنا؟
أجسادكم دياركم يا أطفالي، فلا تعشقوا التراب، فما التراب دليل الوطن، إنما القلب و مكان تستطيع فيه أن تأكل

Tuesday 21 April 2009

محمود الكويتي



أهدتني دلال صوت حرك شجوني لسلمان العماري، فاكتشفت أن إسم الاغنية رغم إنه ليس متعارفا عليه بقدر مثلا يا حبيبي، إلا أن هناك أغنية لطلال المداح و أغنية لمحمود الكويتي و كل أغنية بلحن مختلف، و كلمات مختلفة

اللطيف في تصوير الأغنية لمحمود الكويتي، إنها تصور مجموعة من الفنانين الكويتيين المشهورين و يحضرون الحفلة بشخصياتهم التي يمثلون بها، كنوع بسيط من الإخراج

حرك شجوني، سلمان العماري

حرك شجوني غزال، طلال المداح

Monday 20 April 2009

المذكرة الثانية

الشمس فوق السور تشرق مثل قنديل كبير
تهدي خطانا مثلما كنا على ضوء النجوم
في الليل نسري عبر هاتيك البحار
أيام كنت أعيش في الأعماق. أبحث عن محار
لقلادة. لسوار حسناء ثرية
في الهند. في باريس. في الأرض القصية
أيام كنت بلا مدينة
و بلا يد تحنو علي و لا خدينة
إلا حبالي و الشراع
و يدي المقرحة الأصابع و الضياع
و الريح. و الأسماك في القاع الرهيب
غرثى تطاردني بعالمها الغريب
عن عالمي القاسي العنيف
يا بحر. يا قبرا بلا لحد. و يا دنيا عجيبة
أجتاز عالمها المخيف بروح بحار كئيبة
أبدا يغني للسواحل و العيال
يترقبون قدومه بعد المحال
و يعود من رحلاته كيما يعود
للبحر و الأسفار. و الدنيا كفاح
ضد المجاعة و الرياح
الجوع فوق الأرض و الريح الخؤونة في البحار
و تظل زوجته هناك بلا سوار
و بلا قلادة
في بيتها الطيني حالمة وحيدة؛
سيعود ثانية بلؤلؤة فريدة
يا جارتي سيعود بحاري المغامر
سيعود من دنيا المخاطر
و لسوف تغرقني هداياه الكثيرة
العطر و الأحجار و الماء المعطر و البخور
و لقاؤه لما يعود كأنه بدر البدور
و تظل تحلم و الحياة
حلم يجول بلا نهاية
و بلا بداية
و الشمس و الأقمار تشرق فوق كوكبنا الكبير
و أنا هنا في هوة الأعماق كالحوت الصغير
فكأن هذي الشمس ما كانت. و لا كان الصباح
إلا لغيري. و القناديل الصغيرة
أبدا تضاء بغير بيتي و الحدائق و الأقاح
في حقل غيري. و الرياح
أبدا تطاردني على ظهر السفينة
و الموت و الحوت اللعينة
و السيب و الديين في كفي و آلاف المحار
في القاع تبرق باخضرار
كعيون عفريت يطارده النهار
مثل المصابيح الصغار
و الدود و الأسماك حولي و الحجار
أواه يا تعب البحار
حطمت ظهري. و الحياة رحى تدور كما يقول
نهامنا في الليل: أيام تزول
و تدور أفلاك الحياة لغاية فوق العقول
يا أيها البحار سوف تظل في ليل البحار
نجما بلا أفق. و في تلك السواحل
الشمس تشرق في الخمائل
كعروسة شقراء. و الدنيا نهار
في عين غيري. و السوار
سيصاغ للحسناء في بمباي يا روحي الكئيبة
نهامنا يشدو لشطآن قريبة
سأرى بساحلها الحبيبة
عدنا على ضوء النجوم إليك يا دار الحبيبة
و الريح نشوى و الشراع كأنه سرب الحمام
سار على صوت النهام
و يظل ينهم و السواحل من بعيد
تبدو لنا صفراء تعكس كل ما فينا من الشوق الشديد
و تطل كثبان الرمال على الضفاف الحالمات
و نساؤنا المتحجبات
يضربن فوق دفوفهن كأنهن بيوم عيد
فرح اللقاء على الوجوه و في النذور
و الشمس فوق السور تشرق مثل قنديل كبير
تهدي خطانا مثلما كنا على ضوء النجوم
في الليل نسري عبر هاتيك التخوم*

* مذكرات بحّار ١٩٦٢ للشاعر محمد الفايز ١٩٣٨-١٩٩١


بحاري الحبيب؛
ثلاث شموس أشرقت قبل لقياك هاتيك السنون، و الآن أشفق على شوقي الطفولي العجول، عندما خالطت أحلامي الصغيرة صوت نهامكم الصبور. علمتني أرضنا الصفراء أن الشمس لعبة العارفين بعروق مدينتنا القديمة. علمتني من أين نأتيها لنزينها بخطوط الفيء الدقيقة. فوقتك عبر بحر كل يوم هو في شأن، و وقتي يمر عبر شمس كل يوم على ذات الشأن. و تجول بخاطرك من بجيدها القلادة و تذوب في عنقي حبات تندي الجيد في فيح الظهيرة. و ما أحلى النساء إن عز النساء و ما أبلغ أصوات الكون وصفا للحبيبة، تتكون كنسيج ثوب مسحور في كل خيط منه عطر امرأة و في كل ثنية زمن امرأة، و في كل فتحة روح امرأة. غب سننتظرك حتى تهل علينا، و ثق بالشمس ما دامت في يدينا


Saturday 18 April 2009

Chair Persona: review on The Chair Project-Aura Club


A chair is a seat for one person or more, with a support for the back. It affects the posture and comfort of a human being, therefore it forms an elevated and adjusted layer from the ground to the person's back side. This is precisely what a chair means in its pure sense, however, the act of sitting can take different definitions. An exhibition took place at the Historic Al-Americani Hospital Building to view the work of female students organized by Aura Club; an art group from Kuwait University's College for Women Department of Art and Design. The exhibition is an out result of a workshop to experiment with self representation through a chair.

Self portrait naturally requires delicate understanding to one's self as well as what it will represent. For instant, in acting the role of a real person on stage or in a movie, it is usually a realistic imitation to the person's look, character and movement because it is a [person : person] transformation, while we find another perception to self portraying in [person : sculpture] transformation; Here said Michelangelo:

"
Every block of stone has a statue inside it and it is the task of the sculptor to discover it. "

So he takes the process from a person to a mind -not hand- exercise on the rock which brings out the sculpture he wants to carve. The technical form of a figural sculpture is a frozen posture and an expression of a person, which expands motion and character perspectives in the mind; projected on the mind screen rather than the eye screen. That's why even realistic or literal imitation of a person's look into a sculpture can be considered mid-way between realism and abstraction.

Reaching the [person : chair] experiment with such process analysis we understand that it requires mutual exchange of values from both elements: the person and the chair. what I have seen there in the exhibition, was a self expression rather than self exploration.

When I first saw [11] I thought it is very elaborate to what a person would look like as a chair, when I asked the designer of this piece she said that she was inspired by a certain artist and she expressed, through the chair element, all the thoughts and causes she believes in. What she said is respected, but I thought that this is how the chair could have represented her if it have talked, but as a silent element she wouldn't express all these topics by just standing there silent in some public space.

Thoughts are not physical, they are rational in their nature, and a chair is a spacial element, so if we would find a connection between thoughts and causes as she wanted and the chair; it is probably through translating thoughts into spacial values. I can see that she was trying to symbolize the chair instead, but the chair stood very neutral to what her thoughts may express. [8] Is another chair which I found considering a sort of spacial value, and I thought in the way the designer was dressed that she was a sheltered person which probably explains the box she surrounds her chair with, but when got closer to read the description this what it said:


-It's a small world-
Every time we meet different people
We deal with different situations
We face different experiences

We express different feelings

Life is too short to live it in sadness

And too easy to find your happiness path

Everyone chooses their path, following their philosophy in life

I felt their is something invalid in the over all experiment of hers, I told her that her title says that it is a small world, yet she talks about differences, differences expands the world into an additive mode! and then she said: " I represented differences with the splashes of colors on the interior of the box and on the chair, and the colors, in the different times we pass by can always reflect on us". "but this box can be fully closed as you are putting a curtain on the exposed side, and when it is draped down you cannot see any color" I exclaimed. "yeah that's why I used colors that gleam in the night", out of great amazement from her answer I said unconsciously: "but this is against nature!".

I personally think that the world isn't small, and if she wants to show such concept it is better to represent it on how events return to each other in a way that evokes the illusion of a small world, but again this was a shift from the simple idea of representing herself, she wasn't talking about herself she wasn't precise to tackle herself in person, but general in talking about a whole life. I also noticed that she wrote her sentences with a "we", it is very intriguing that she put her chair under this isolated condition and speaks about it as a we.

all the rest showed their ideas about themselves by creating a chair persona; a mask on the chair. symbolizes general meanings of life and takes their actions away from experience to literal exposition. The chair No [1] However was well acted upon and I can find some sort of discovery, yet the way it was installed was not as thoughtful, the description had said that back to any concept in life there lies a structure.

Installation is as important as the whole project and the irrelevant technique on how the chair pieces were hanged had made some confusion and distracted the essence of the action made on the chair. How can we explore the structure that lies beneath plans? how can it allow for evolution? how does it relate to you as a person?, are questions should be taken into consideration.

After viewing this exhibition, I realized how hard it is to personalize an object, because it is hard not to elaborate. I was sure that I would be glad that a chair with cut legs alone with no pink drape and candles or a chair with only an arm added to it can explain to me in a more direct and delicate sense the personality portrayed. We can always elaborate, but only if this would reflect a very precise relevance to us.

Eventually I would like to thank their effort on displaying their work and for their friendly spirits on discussing their chairs.

-Another review on the subject:
The Chair Project Exhibition reflects artist's Aura, by Sarah Al-Zouman

ليلة رأس السنة

باكر ليلة راس السنة، وناسة
اي
شبتسوين، سألتني بفرح مريب
عندي ميعاد مع الحبيب، قلت باستهزاء، شعندي وا عليه بروح بيت الجدة، اي صح فيه حفلة، مادري إذا بروح لها
ضحكت بهستيرية ثم قالت، ايش رايك نتسوق باكر على المغرب؟
و الله وايد محتاجة، صار لي أشهر ما رحت السوق
خوش عيل، انزين عيل دامك بتروحين الحفلة، لبسي البلوزة الحمرة المنقطة بذهبي، تلوق حق طلعة و حق حفلة مرة وحدة
أشوف إن شاء الله
اي و تعالي، تذكرين الكريم أساس اللي يبته لك، جربيه خل أشوفه عليك
أهمه أثنين قصدك أي واحد؟
البرونز
إي عرفته
يالله أشوفك باكر


فقلت لمن كانت جالسة أمامي أثناء المحادثة الهاتفية، "تريد أن توفق راسين بالحلال"، استغربت كيف جاءني الإحساس، و ربما ظنت أنني بلهاء تظن أن السماء تدور حولها. لم أجزم بذلك لأني خبيرة بهذه الطقوس، فقد كانت المرة الأولى التي أجزم بها بذلك. و لكني خبيرة بنبرات الصوت و اضطراب الضحكات كما زاد الاستشفاف توصيات الملابس و مستحضرات التجميل، و قلت لها إنها خطة فريدة من نوعها أن تسألني للتسوق، فعادة ما يكون السيناريو في قهوة أو مطعم، لنر ما سيأتي من أحداث

و في آخر يوم في السنة، و في حوار مع أخرى

ها اليوم راس السنة وين بتروحين؟
اي، و ضحكت لتكرار اللحظة، بروح السوق معها
اليوم؟، سألت و كأنها تدري أننا ذاهبون إلى السوق لكن لا تدري أي يوم
إي اليوم، أجبت باستغباء تعودته


لم ألبس البدلة الحمراء، و لبست كعبا عاليا -و له دلائله الخاصة لدي- و خرجت من المنزل، مررت بها، في البداية كانت في تردد أين نذهب، تردد لا أعلم سببه، فتوجهنا إلى قرارنا الأول. و في الطريق، رن هاتفها و كانت ردودها كالآتي

اي، اي، لا، مادري، اي اي، لا، صج؟ اي ان شاءالله

ابتسمتُ تلك الابتسامة التي تخفض قطبي فمي بدلا من أن ترفعهما. وصلنا، دخلنا كذا محل، ثم قالت أن هناك محل ممتاز لكنه بعيد بعض الشيء، فذهبنا نتمشى إليه، و لكن في منتصف الطريق قالت لندخل هذا المحل، تصفحنا الملابس المشنوقة على علاليقه. فقلت لها

خنكمل حق ذاك المحل
راح نروح له بس الحين لازم نروح حق محل البرّد اللي مرينا عليه توه


سكتّ، و ماشيتها، و لكن و أنا أرى المحل من بعيد قلت لها

أريد الذهاب إلى الحمام
فأصابها إحباط، ويه إنزين ما تبين نقعد بعدين تروحين؟
لا ما أقدر


انتظرتني و أكملنا الرحلة الثقيلة إلى محل البرّد. عندما اقتربنا، و إذا بالمحل خالٍ إلا من طاولة واحدة، تجلس إليها ثلاثة نساء إحداهن تغطي رقبتها و شعرها بحجاب قطني غطته بملفع منسدل كالراهبات و تلبس عباءة ذات أكمام و لها في الأربعينات عمرا. و الأخرى أعتقد أنها تكبرها بقليل، شعرها منسدل إلى كتفها، تلبس فستانا أحمرا فاقعا متوسط الطول. ثالثتهن كانت شابة جميلة التقاطيع ممتلئة القوام، تلبس ملفعا كحليا ذو أطراف براقة، و يقابلهن في المجلس ذلك المزيون الأسمر بدشداشة بنية داكنة و غترة بيضاء. التفتت ذات الرداء الأحمر تتفرس بي من رأسي إلى أخمص قدمي حيث الكعب العالي.

و بما أن مكان جلوسي كان في غاية الأهمية، لم أشأ إفساد خطتها التي هي غاية في الإحكام. و جلست قبالته بعد ثلاث طاولات و جلست هي على يميني

هذي أول مرة أجرب هالمكان، قلت لها، شنو تبين تطلبين؟
لا أنا ماني طالبة برّد، بس بطلب شاي أخضر، وراي عشاء
أيضا سكتّ على عدم وجود أي مبرر مناسب لذهابنا لهذا المحل فقلت، و أنا كذلك


كان واضحا أنها ترى في هذه اللحظات رومانسية خاصة و أنها في ليلة رأس السنة، و عندما أخبرتها بأنها المرة الأولى لي هنا، اشتعل بعينيها بريق حالم سعيد. حضر الشاي و بدأنا نتجاذب أطراف الحديث، و كنت بمراقبتها لتقاطيع وجهي، و بمراقبته لنا، أشعر بكل عضلة تتحرك في وجهي، فلم يكن مني للفرار من الموقف سوى أن ألتفت يمينا بين الحين و الآخر لأراقب جدارا مائيا ينسدل من الطابق الأعلى. ثم أرجع للحديث معها، الحديث بيني و بينها أوضح أنها تجهل الكثير عني و عما يدور حولي من أحداث و مستجدات، تساءلت في نفسي كيف لها أن تخطط و تقترح لحياتي شخصا و هي لا تعلم عني شيئا. نظرت إليه، لم أر هذا الشخص في حياتي من قبل و لعلمي بمعالم أحاسيسي فكنت في تمام الإدراك أنه لا يدور بقلبي إلا الشعور بأنني كنت ممثلة على مسرح الإيماء، فقلبي يدق من رهبة الجمهور ليس إلا. و تساءلت أيضا في نفسي رغم كثرة المواضيع التي تحدثنا بها، فما أسهل أن يسرح الإنسان في خياله إن كان الحوار بين أطراف الألسن، هل ممكن أن يكون ذلك الشخص هو ما يسمونه نصيبا؟

بعد أن جلسنا فترة لا بأس بها، قمنا نكمل مشوار التسوق، فهو شيء كان أهم عندي من هذه الحادثة فلن أسامح نفسي إن خرجت من المجمع خالية اليدين. و فعلا اشتريت هدية لصديقة مقربة كنت قد أجلت شراءها مدة معتبرة، و اشتريت لنفسي قميصا فيه لآلئ

نسيت أن أذكر أننا بعد قيامنا من الطاولة توجهت معها نحو حائط الماء لنتأمله اثنتانا ببلاهة معبرة لها عن كم هو جميل أن نتزحلق فوق هذا الجدار.

رغم فرحتي بما اشتريت، فقد كان يغلي في داخلي الغضب، و هو شعور عادة ما يتغلب علي عندما أشعر بالظلم، أو عندما أُعامل بأقل من قدري، أو عندما أقدم جرعة زائدة من المجاملات و التعامي و التغاضي. لم أكن يوما ضد هذا الطقس الاجتماعي، و لكن شفافية الموقف و سوء الإخراج و تجربة نفسي بقلبه أغضبني

ذهبت إلى بيت جدتي، لكني لم أذهب إلى الحفلة. ما أصعب النوم تلك الليلة، ليلة رأس السنة، كنت مشدودة الأعصاب بخاطر أصابه العفن، و أخيرا نمت، و رأيت فيما يرى النائم أمورا غريبة لم تزد ليلتي إلا هوسا و غموضا و تعبا

و في السابعة صباحا

يصير نطلع نروح مكان ألحين؟
ألحين؟ ليش شفيك؟
ما فيني شي بس خل نطلع
أكيد ما فيك شي؟
و كذبتُ، ما فيني شي، بس جذي
أنا ألحين في الطريق إلى الدوام، سأتصل بك ظهرا
خوش


و بلعتها و أكملت يومي، حيث أنني لم أتلق اتصالا بعد الظهر، و لا في اليوم التالي و لا في الشهر التالي

بعد أسبوع من رأس السنة، و أنا في الغرفة المجاورة لغرفة تجمع النساء سمعت أمي تسألها

شصار على ذيك السالفة؟
فأجابت، قال ما يبي سمرة

Wednesday 8 April 2009

قصة الخَلْق ٢

و كما دائما ما نلاحظ فإن البلدية تبدأ أول مراحل التفكير في مشروع معين بخطوة الهدام العظمى، و كما نلاحظ أيضا، فإن الناس اعتادت على الأمر و صارت تتبع سياسة البلدية مع ممتلكاتها الخاصة. أذكر أننا في نقاشاتنا حول هذا الأمر في الجامعة قلنا أن هذا الأسلوب الغير مبالي بقيمة المبنى قد يرجع إلى أن الكويت كانت بيوتها من طين، تتهدم مع الأمطار و يرجع البناءون بعد الأمطار لإصلاح البيوت، فإن بيتا يتهدم في السابق كان أمرا أقرب إلى الاعتيادية لأنه ببساطة من طين ثم تطورت اعتيادية الهدم إلى أن وصلت إلى هدم المباني بعد كل تعديل في قرارات البلدية الخاصة بارتفاعات المباني أو نوع الاستثمار

البيوت الآن من طابوق إسمنتي و خرسانات مسلحة، و هد
مها يعتبر عدم اكتراث لتاريخ المباني و جهل في كيفية إعادة استعمالها و تأهيلها. و في ذلك أيضا تغييب لوجودنا كمعماريين قادرين على ايجاد بديل للهدم قد يعود بمنفعة أكبر. أعتقد أن ألمانيا و إنجلترا من أفضل الأمثلة على ذلك، فعند وجود منطقة في حاجة إلى إعادة نظر أو تطوير، تصدر دراسة أولا على المنطقة أولا فتُعرض على الجامعات لتدرس الحالة الحضرية و تنشأ بعدها عدة بدائل و أساليب إنشائية و تطويرية لن تنشأ إطلاقا إذا تم هدمها مع قرار إعادة النظر

قد يشعر القارئ بالمبالغة إذا قلت أني أبكي عندما أرى مكائن الهدم تكسر مبان كانت من معالم الكويت إما في الأربعينيات أو في الثمانينيات، و يعزو ذلك إلى كوني معمارية و من الطبيعي أن أتأثر لذلك، و لكن مع إيجاد مواد أكثر شعرية و اجتماعية و تاريخية عن فترة هدم المباني و التطوير لسنين ما بعد الن
فط، أرى أن الهدم الذي يحصل من الأمطار لبيوت الطين لم يكن ملحوظا لأن ما يتبعه هو بناء مشابه لسابقه، و أرى أن التطوير كانت فجيعة للكويتيين آنذاك لما فيه من تغيير ليس لصورة المعيشة فقط و إنما لجغرافية المكان ككل

أنا اشهد غدينا قالها لي بحسرة . عجوز وقور جالس بجواري*
لقد شتتوا -يا للحسافة- شملنا . كأننا قطيع ضائع ببراري
يقولون خلف السور تبنى
مساكن . و (ماكو) وراء السور غير قفار
لو فرضا (بالچول) عشنا فمن ترى . يكون صديقي في الفريج و جاري؟
فقلت له: يا عمي هذا قرارهم . و ليس بمُجد منك أي فرار
فهل جاكم التثمين هذا سؤالنا . إذا اجتمعنا في الفريج عصاري
يقولون في المرقاب و الشرق ثمنوا . (عسى الله يستر) قالها بو مشاري

غدينا: ضعنا
الچول: الصحراء

* من قصيدة المُعنى٢ لعبدالله العتيبي/ شعر عبدالله العتيبي دراسة موضوعية و فنية، أ.د. توفيق الفيل

و بعد أن بكيت سينما الحمراء، ثم البيوت التي انكرفت مع بناء المكتبة الوطنية الجديدة و أنا أرى مقاطع جلبانها و طرقها و أساساتها، و كأنها مكتبات تحترق أمامي، نفذت البلدية أسلوبها المعتاد، و بئس القرار

لقد فرحت في أول خطوات هدم منطقة المكاتب التجارية المطلة على قصر السيف، ظنا مني بأنه نوع من الترميم يعيد إلى هذه المنطقة حياتها خاصة أن موقعها بالضبط مع نهاية أزقة سوق المباركية إلى قصر السيف، و من الطبيعي أن إنعاش هذا المكان بمحلات تجارية -ربما تكون لمن يريد بدء نشاطه التجاري من الشباب- بدور واحد أو دورين سيكون في غاية الجمال، و لكن هيهات فلقد سمعت - و أرجو إعلامي إن كنت على خطأ- أنهم سيهدمونها كليا و يحولون المكان إلى حديقة و قد يرجع ذلك لغلو سعر الأرض في هذه المنطقة

استغربت القرار و تعجبت منه، فحاولت النظر في خريطة ا
لمكان علّي أرى فيها دليل. إن مباني التجار التي تهدم مقابل قصر السيف كانت من أنعش المناطق حيث كانت البضائع تأتي من المرفأ و عبرها إلى ساحة الصفاة. و على ذلك فإن محور اهتمامنا في التوزيع الحضري لمنطقة سوق المباركية ينحصر بين مكاتب التجار أمام قصر السيف، و المحلات و المسجد الموجودين في ساحة الصفاة كما هو مبين بالصور


و من الصورة الجوية العامة للمنطقة قمت بتظليل الممرات المهمة التي تصل المنطقتين ببعضهما البعض، مع تبيين المساحات المهمة


ثم رسمت ما قد يحل بالمنطقة لو أنا حولنا هذه المنطقة إلى حديقة، فهنا نلاحظ أن الشارع الموازي لشارع الخليج و المحاذي لمسجد السوق برز و ظهرت أهميته إذا كنا مارين من شارع الخليج، و هذه ميزة حيث أن هذا الشارع شبه منسي من المواقف المحيطة به، و لكني لا أدري إذا كانت الحديقة قرار صائب من الناحية الأمنية خاصة بعد معرفتي ببعض الطلبة الذين تم إيقافهم من أمن الدولة بسبب التصوير الفوتوغرافي لقصر السيف لمشاريع جامعية، فما بالك بساحة أمام القصر؟ فنحن لا نريد الشعور أن مع نهاية سوق قديم تبدأ مساحة خضراء يغلب عليها الطابع السياسي، و تحفها الحراسة، فوجود المنطقة بمجالها التجاري مهم و منطقي و جذاب


بعدها فكرت في أن تنظيم هذه المنطقة سيكون أبلغ ما يكون إذا عولجت مشكلة مواقف السيارات، و بذلك نحصل على مساحة مكملة لأزقة سوق المباركية و لكن بإدراك لأهمية وجود مساحة فراغية ليتنفس فيها شارع مسجد السوق العامودي على حركة الناس السائرين على الأقدام و الموازي لحركة راكبي السيارات. و أعتقد أن هذه المنطقة إن أحسن تصميمها ستؤثر بالضرورة على ساحة الصفاة، فتحديد قطب للمنطقة يتطلب إنعاش القطب الآخر و إن جعلنا للمحلات التجارية في ساحة الصفاة الموجودة تحت جسر شارع فهد السالم أولوية للكويتيين الشباب مثل القطب الآخر في نهايته نكون بالتوحيد الوظيفي للقطبين قد أشعلنا نوع من استقطاب الحركة في سوق المباركية و يجعل تجربة الدخول و المشي في شوارع السوق أكثر قربا لواقع الحركة الذي كان في السابق، و بانتهاء الأزقة إلى شارع الخليج يشعر الإنسان بقرب البحر، و ليس في سوق مترامي الأطراف بوسط مدينة متعالية البنيان


و على ذلك فإني أرى منفعة في هذا التسلسل في التفكير في كل أرض مبنية قبل أن يتم هدمها، و أتمنى أن يكون هناك إصدار إجباري لدراسة شاملة للمنطقة من تاريخ و استراتيجية بورشة عمل و متبعة بندوة تشرح تفاصيلها قبل إصدار قرار الهدم

Friday 3 April 2009

بين المادح و الذام و أصل الكلام


إن الحكم في الأمور و على الأشياء هو غاية التجارب و أصل الكلام. لكن الغاية ليست النهاية، إنما هي نقطة يتحول عندها الحكم إلى حدث آخر تابع له و على أساسه يكون الأمر أو الشيء يمر بسلسلة من التحولات الغير منتهية، و لهذا فإننا نرى ظاهر التاريخ متشابها حتى إذا رأينا ردود أفعال الناس لتلك الأحداث من سنة لأخرى بان اختلاف واضح للفكر المتغير على وقائع التاريخ التي لا نستطيع أن نجزم بثباتها. فتحليلات فيلسوف عن أحداث الحرب العالمية الأولى، قد تختلف في حينها عن تحليلاته لها نفسها بعد عشرين عاما منها. إن الزمن يغير الأمور و إن ذلك من طبائع الحياة التي قد تخرج حتى من إرادة الإنسان

عندما يبدأ إنسان في إعادة النظر في الشيء و شرح رأيه الجديد فيه بعد مرور الزمن، نرى تابعا مباشرا لهذا الفعل أن ينقسم الناس بين المستحسن و المستهجن كلٌ راد الفكرة لأصل في ذاته، و ذلك يحول منهج التفكير و التحليل إلى منهج جماهيري يبدأ فكريا و ينتهي اجتماعيا. يكمن الخلل في المنهج الجماهيري إلى أنه يولد التباسا بين الفكرة الجديدة المبنية على أصل معين مع وعي ببيئته و حكمه السابق، و بين حكم مبني على فكرة جديدة، و جهل بأصله و حكمه السابق

اللغة هي ما تسبب الالتباس، فخطورة اللغة هي قدرتها على أن تكون لعبة، يستطيع فيها أن يكون الجاهل فنانا و الضليع مبتدئا. فتضيع الموضوعية إلى حديث رائع في أطراف الموضوع تعيدنا إلى الوراء حيث نقطة الحكم و نظن أن المتكلم ينظر إلى الأمام في شيء لا نراه، و لا يراه هو ، و بذلك ينشأ التغييب الكامل لأصل الأمور و الأشياء. إن المقصد في القول أن أمر الاستحسان و الاستهجان أمر لا يجوز البت فيه حال صدور فكرة جديدة، إلا إذا كانت تخلو من القيمة أو الجديد. و عليه يجب على المتلقي الابتعاد النسبي عن معتقداته لأن الجديد هو من أصل المعتقد لكنه تغيير للرأي فيه، بالضبط كما يبتعد الفنان عن لوحته لتأملها ثم يرجع لإضافة خط آخر

و على ذلك فإن الفكر الجديد، و النظرة الخلاقة عادة ما تنشأ و تتضح رؤاها عندما يغيب عامل المدح و الذم أو عندما يصعب الحكم فيه. و اللغة هي الفيصل في الأمر. و الصورة هنا ما هي إلا تجربة تبين أن لكل أمر ترتيب لأبعاده و لكل شيء علاقات قد تبتعد عن قانون الإدراك الفردي، و ايجاد علاقات بين أشياء و أمور هو بالضبط ما قد يتصادف مع بعض في صورة، خارجة عن إرادة الإنسان و لا تحتمل وجود مادح و لا ذام