Thursday 16 July 2009

*جميلات الشويخ الصناعية

بدأت هذه الظاهرة في أواخر السنة الماضية، تذهب إلى محل لتشتري رمانة لسحب الطرّاد لترى فتيات مجتمعات على وصلة نحاسية لخرطوم ماء و يتأملنه كتحفة فنية. يرون في البراغي و الوصلات و البراشيم و الصواميل أشياءً لغير أغراضها المألوفة. متنقلات بما يحملن من معاني من مخرطة، إلى نجار، إلى خياط

معماريات، في فكر كل واحدة قصص عن علاقة الشيء بالشيء. تعلمن النسبية من مقياس الرسم، لترى الحوارات فيما بينهن تدور من علاقة البيت بالمدينة، إلى علاقة الخشب بالقماش، فالفرق ببساطة هو مقياس الرسم

كبداية قررن التجربة في مفهوم الحقيبة، كحيز فراغي مهم لأشياء الإنسان. و ظهرت سلسلة من التجارب على جسد الحقيبة من البُنية إلى السعة و الاحتواء إلى ملمس جلدها و ثناياه

فلحقيبة واحدة سلسلة من الانتقادات و التحليلات مهمة (أتمنى لو تسجل) تجعل منها قيمة أخلاقية، فعندما لا يتقيد العمل بتقاليد عامة معروفة، و عندما يكون شيء متعارف عليه كالحقيبة مصدر تساؤل ليس فقط لغرض إنتاج ما هو جديد و غير مألوف و إنما لعرض زاوية أخرى من حقيقة الشيء يصل الزائر للمعرض إلى درجة جميلة من تقدير الفن

لم تكن كل الحقائب مصممة لتكون عملية، كأي مكان تزوره، لا يمكن أن تعتاده منذ البداية. فكنت في معرضهن أتعرف على الحقائب كأني أتعرف على شخصية فريدة أو أمشي في مبنى يحتويني بماهية فراغه محكومة دائما بزمن و مسافة

استمتعت بمتابعة مراحل تطور هذه التجربة الأولى، و كان السرداب ملاذ لذيذ أرى فيه طاقة حلوة تبدأ الأشياء فيه صغيرة، ثم تكبر، و الجميل أن الكبر و الصغر هنا نقيضان يفيدان التقدير و ليس التفاضل



(experimentعن معرض (واحد *

No comments: