في وصف الألم نستطيع أن نتكلم عن الحزن، الظلم، القمع، التعذيب، الفقد، و لكن من الصعب جدًا فضح الشعور بالوحدة، فنعالجها أو نخضعها لتعابير عدة؛ غربة، عزلة، هجرة، منفى، سجن. في الغربة إثبات لوجود مجتمع متآلف، و في العزلة اختيار ابتعاد عن المجتمع، الهجرة بحث لمجتمع آخر، المنفى ابتعاد قسري عن مجتمع معين، و السجن إجبار على المكوث في مكان مخصص بعيد عن الناس. هي كلها تعابير فيها الاختيار أمر واقع إما من الشخص أو عليه. لكن الوحدة ، هل هي شعور أم صفة؟ هل هي سبب أم عَرَض؟
هل لها مدة؟ أم أنها ظهورٌ طارئ كصور الذاكرة في غمرة حديث شيق. للوحدة كما أتخيل حضور بارد و ما لها موقع يوجع، و لكنها تعمل تدريجيًا على انكماش الجسد. و للوحدة أعوان لغوية كالفردية و الاستقلال و الوحدانية و ربما النرجسية، كيف إذن هو الحوار بينها و بين هؤلاء الأعوان؟ و متى تخرج حالتها الرخوة من هذه الدروع الصلبة؟
نحن نأتي إلى هذه الأرض فرادى و ينسب إلينا اسم و أصل و فصل، نتعلم أن لنا تاريخ يسبب حاضرنا. و نحن نبعث من هذه الدنيا فرادى لكن نبعث مجردين من أهلينا، نبعث عارين من كل صلة، و كأن الصلة هي خطيئتنا الأولى و الأخيرة. نعيش الدنيا موسومين برذيلة التعارف و التواصل، إلى أن ننتهي إلى يقين هذه الوحدة
إن الوحدة هي أضعف حالات الأنا، و تنبض كالإشارة بقرب الأجل، فهي هاجس مشين نابع بالخير ، تلازمنا فننتفض بفعل شيء جيد لمن هم حولنا. قد لا نشعر بمولد هذه الطاقة، و قد لا ندري سببًا لأفعالنا. قد نسميه أخلاق أو دين أو حب، لكنها محض مادة رخوة في صميم الأنانية تدعى الوحدة
و تبدأ هذه السنة صفحة بيضاء بعد سنين من الصفحات مسودة بالأسئلة، و لأن الأسئلة تتكاثر فلها إذن أصل و نسل و أنساب. عامي الماضي كان منتشرًا بشكل مرعب، و كأني أرسم وردة السجادة، أو العقدة التي تنتشر منها النقوش، ثم انسلت الأيام لخيوط واضحة، لم تكن لتولد مالم أمر بشرايين السنة الماضية، و ما لم أتنفس مشاعري، فالإنسان لا يواجه نفسه أمام المرآة، أو أي انعكاس عبر سطح مصقول، و لكن المواجهة النفسية أدق بكثير مما توقعت. عندما ترى خيط منك في سالفة يرويها إنسان، و تكرر في ذاكرتك جملة لحنية أو أسطورة الكل مقتنع بأسطوريتها
و تتكرر في الذاكرة الحوادث و تتردد و تتباين مظاهر التقديس و التحقير ثم نبدأ نسمي الأشياء بأسمائها، بعدها ندخل في هالة من الحيرة ، لماذا صيرنا الله راغبين؟ و لماذا أعد الله الجنة للمتقين؟ بعد سنوات من التعلم و البحث و التجربة و التساؤل تظن أنك وصلت المستوى المناسب لتختار حياتك، لتختار أصدقاؤك و محيطك و كلماتك التي تعبر عن مشاعرك. و لكن تجد حياتك تتغير بسبب خارج عن إرادتك، و أفعالك تكون لسبب أبعد من وجودك الحالي
تقابل شخص لا تعرفه إطلاقاً و لكن يهزك تأثير هذه المقابلة أكثر من مضمونها، و تكشف لك أبعد مما يستطيع البصر. و نظن أن العلاقة مرتبطة بشخوصها، و لكنها قد تكون جزء من مفهوم كوني أوسع. نعم، هي الحيرة كالجو الغائم، لشخص لا يعرف ماهية المطر و كالغبار لشخص لم يسمع عن ترحال الرمال
لقد ولد الفكر الحداثي سلاسل من العلاقات التفاضلية، فالزمن يعلمنا أن الأحداث تتتابع و تتعاقب، و لذلك نحتاج المقارنة و المفاضلة و الفقه و القياس، إنها النزعة الإنسانية لتأسيس منهج للحياة على هذه الأرض
نولد في هذه الدنيا من ذروة الارتباط بين المرأة و الرجل، يفرض علينا دراسة المنهج الذي انتهجه الآباء، لكننا نضيع بالتوازي ببحر من الحيرة، فالتجربة تنفي المنهج الذي تعلمناه أو تؤكده بشكل منفر أو مقزز. فلا نعلم إذا كانت حياتنا تكفي لصناعة منهج شخصي، و لا نعلم إذا كانت رغبتنا بأمر ما تحمل لنا الخير الذي نأمل. لذلك صعب علي التخطيط، لذلك أستسلم للحين، للآنية لما أستطيع الآن أن أفعل، و أسمي استنتاجاتي فترة وضوح، أو كون مؤقت
و نحن في هذا الكون، نستمد القوة من الخالق الذي تعجز حواسنا عن إدراكه، فنحن لا نستطيع أن نفهم إن كان كنهه كوني أو زمني أو كنه آخر نجهله، و لكن كل ما نحتاجه الآن هو القوة في فضاء غني بالحيرة، قوة تجعلنا نعمل، نصنع و نكون، و نتكاثر
---
اليوم و الغد في المرسم الحر هو آخر يومين للمعرض الذي أقيمه عن الرحلة من الكويت إلى مكة "مدد:رصد الحركة" فيه أستعرض مشاهدات الرحلة و تصورات عن المحيط المدرَك و علاقة البيئة جغرافيًا بالتحولات و التغيرات الإنسانية
عندما لا يعود الذكر تجديداً للمشاعر إنما هدماً لها. فعل النسيان لا يصدق إلا بعد انقضائه. يستحيل على النسيان أن يكون غاية، فمحاولة النسيان غير ممكنة لأن المحاولة تستوجب الوعي، و النسيان يستوجب الغفلة. إن البعض يحاول النسيان بشرب مسكر مثلاً، أي الاستعانة بما يذهب الوعي، و لكن ذلك يجلب الإعياء -حسب اعتقادي- و الذكر أفعل من النسيان في الرتق و الفتق. الفلك يدور و الفيلم يدور. و في الدوران وصل، و في الطواف وصل، لماذا أرغب في الوصل؟
يقولون نسق أفكارك في ذهنك قبل أن يصل لسانك، لكن طبيعتي أن أكون جزءًا من حوار، إن سكت الجميع للاستماع لن يفهمني أحد، لا بسبب استرسال منطقي ميكانيكي، و لكن حديثي متقطع غير موصول. بعد أن استطعت صياغة الجملة السابقة عرفت أن الوصل يحدث لا يُفتعل، و نحن نكرر حتى يحدث، و التكرار ليس تشابه، و الوصل افتلات لا ارتباط
في قلبي صارت تتكاثر العيون، و أتمشى فيني بعدما كنت يادوب أرسمني، و لكن كيف أستطيع رصد الحركة، و كل شيء يستمر في التحول، إذا صورت ما أرى فيلماً لن يعرف أحد ظني بماهية شيء بعيد في الصورة قبل اقترابها، و إن لم يعرف أحد أني كنت أظنه شيئاً آخر غير حقيقته المعروفة، قد لا يظن أحدٌ شيئاً حتى يقترب
إذاً ما علاقة الجمال بجملة الأمر؟ و لماذا يُنصح بالصبر الجميل؟ برأيي أجدى أن أوصي بالتنفس، و بعض التمرينات العضلية، كتركيب مكتبة من ايكيا، أو إعادة ترتيب الكتب، الجمال و الجملة. قلت لها ذاك اليوم أنني أخشى أن تكون قوة قلبي لسبب يدعوني لقياس حدود هذه القوة، ماذا سيحدث يا ترى جراء قوة قلبي؟
أسئلتي ليست على هامش انتظار، هي نظر فحسب، و الناظر هو مسؤول المدرسة، ناظر على مدرسة فهو ينظرها. فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور
أثناء الغيبوبة يكون الحلم أوقع، و بعد الصحو لا ندري لماذا، لا ندري لماذا و حسب. عندما نظن أننا نمشي في أرض غريبة على هدي نجم أليف نعي على سجادة تعصرنا بطياتها كلما اشتغلنا بها أكثر. تقول أحسن الظن. أقول متى أحسنته و حسُن الحال؟ أثناء الغيبوبة سؤال واحد يطول، يطول حتى فلت من دهاء الغيب. سؤال عن الحين
أيجوز يا شيخ التوضؤ بالأسئلة؟ هل يجوز يا شيخ؟ هل تعرفني يا شيخ؟
أتكرر كفقرات نص محفوظ في جوف السجادة. العالم يسعى للحرية، و العالم يسعى للهداية، إن الأمر صعب، لكن يقولون آمِن فآمنت. مايزال سعينا أجمعين دائر في أطوار الخيبة. جمهور المعاني يعاني، ما هي العلاقة بين الهداية و الحرية؛ الأولى ملك التجربة و الثانية ملك النفس؟ ربما
لقد فقدت ملكة الوصل، و كأن بين كل كلمة و ما يليها ساتر، فرقت ملابس كثيرة، و اشتريت أخرى، و انغمست في الثقافة السودانية، أترون كيف أكتب، هو ذلك ما أعني
هي حالة لا أستطيع فيها أن أستعير، أو أقتبس أو حتى أطير، كيف أصف؟ كيف أشرح؟ هي حالة رخوية؛ عضلة معقودة في محور الرخاء. لقد فات ديسمبر و لم أفهم. كيف أشرح؟ كان الرمل يتحرك على الطريق، يحرك الطريق. و أنا أفكر في الأغاني، إنتي و أنا من حقنا نفرح نطير زي الفراش لمكان بعيد ما زاره زول قبلنا، هكذا غنى هاشم ميرغني. وجوه كثيرة أراها للمرة الأولى و كلام كثير، لكن لا أدري إن كان شرحاً. هل يهتم هيكل المبنى القديم بوجوده بيننا؟ هل يقول شيئاً قبل هدمه؟ هل يحاول أن يبقى؟ المصور جاء معه سيدة أنيقة لاستخدام ذلك المبنى كخلفية من أجل إعلان تجاري، أو لمعرض للصور، معرض الصور هو مكان يحجزه المصور لكي يعلق فيه صوراً التقطها، و يزوره الناس لينظروا في هذه الصور، و إذا أعجبتهم زاوية أو أو ضوء أو حدث تعكسه إحدى الصور اشتراها بثمن مكتوب في ورقة توزع عند الدخول
كما أن المطعم مبنى مليء بالطاولات و الكراسي، يذهب إليه الناس أو الزبائن لتناول الطعام مقابل مبلغ من المال، يقودك شخص إلى مكان يناسبك، يهتم صاحب هذه التجارة أن يوفر منظر جميل يحيط بالناس أثناء وجودهم. ربما بدأت فكرة المطعم لصعوبة بناء المطبخ، أو لمهارة الطباخ، قال لي والدي ذاك اليوم أنه لما زار القصيم كانت تنتشر رائحة الخبز وقت المغيب، لكن لا يوجد خباز واحد في القرية. الكل يخبز في بيته، أما سمر فقالت أن في جورجيا يستقبل أهلها السائحين في بيوتهم و يقدمون لهم الطعام مقابل المال. لا أذكر إذا قالت أن لديهم مطاعم أم لا لكن حتماً قليلة. الطاولات و الكراسي، ربما هم أناس أبطأ منا قليلاً
كان هنا مطعم، و كان بجانبه حلاق و جزار، كان صاحب المطعم مرحباً و الحلاق ثرثاراً، و الجزار متردداً متسائلاً، يخالني من مفتشي البلدية و الآن هي عمارة جديدة خالية من طوابق عديدة، لكن لا أحد يصرح بوجود العمارة الجديدة، الكل يقول: كان هناك مطعم. و ديار كانت قديماً دياراً سترانا كما نراها قفارا، هكذا قال جورج
لقد كلفتني مدرسة العلوم بنزع الأعشاب الضارة من حوض العصفر، "الضارة"، النباتات ثابتة لكن لها شوك و سم، مثل السور لكن قانون حمايتها يحميها من مجرد اللمس، و السور يحمي من محاولات العبور، كيف أشرح؟
قيس مهرج شفع له شعره، و روميو بعين شكسبير صار غزالاً. عندما يشتد في المرء حب، و هو ما ينتج تقليدياً -أو فطرياً- من حرمته، يقترن اسم ذكر بأنثى قرانا أسطورياً بقدر زيفه. فتخلدهما ذاكرة المعاصرين و أعقابهم معاً بينما يعيشان في واقعة فاتت تعيسان بعد دراما من الكبرياء و القرب و البعد. و هكذا يكون الخيال فكراً يعزي ما سبق باشتباه الحدوث، أو المعاودة المتغيرة
إن العزوف عن فعل الحب إلى التفكير أو التأمل فيه بشارة لارتقاء الإنسان، و لكن بعد حين يبدأ الإنسان يشخص أفكاره و يسميها، و يكاد يقارن فعل الحب معها. فالكمال إذن من صنع الإنسان، و يصف الإنسان حبيبه بالكمال. اقتران الإنسان بالمثال الفكري هو نسيج الأخلاق الذي يغزل من خيط مُتخيَل و آخر محسوس. نعم، هذا وصف مثالي لسير الأمور، و على حد ملاحظتي أن المثالية ليست رأياً عاما و لكنها نزعة إلى تعميم الرأي
تحويل المُثُل إلى أوصاف و أسماء لأشخاص عند العرب يدعو لدوام الشك في المعاني
و لا أقصد في العزوف عن فعل الحب اللافعل، فذلك كالفعل و قد يزيد تكلفاً عليه، إنما العزوف الكامل ما أقصد، بلا مقاومة لفعل، كالرهبنة و التصوف، و قد نستطيع القول أن أفعال الحب تعيش في فضاء من فكر الرهبنة و التصوف ما ابتعد الفكر عن الطقوس و الشعائر. أفعال الحب تعيش ثم تموت لكن الفكر يبقى و يخلد، و لذلك فنحن غالبا ما نرغب بآلة الزمن لاستعادة إحساس، لا لاستعادة فكرة
تصوير الحب، و لو كان في عين قيس و روميو لابد يظهر كالمهرج، لكنه مهرج كثيف بالصور -لا بالمشاعر- إلى حد لا يمكنه من مخاطبة أية حاسة من حواس الجسد، هو مخلوق للفكر و الذاكرة و الخيال، لأنه فعل لا يقترح مسايرة فكرية، فهو منفصل زمنياً عن الفكر و الذاكرة و الخيال، الفعل محفز لفكر مؤجل أو مقدم، قد يصدف و يلتقيان، مجاليهما متوازيين، و نتخيل جدليتهما
الله مضر، الشيطان يوسوس، و النفس أمارة بالسوء، و الإنسان خَلْق من طبيعة و طبع من خُلُق، يستعير الصور ليفهم، كما يحس بالمادة ليؤمن.
عندما تعلمت أن القلم سلاح، بدأت به أزخرف الأنداد، ثم صار القلم يشهق روحي ليزفرها ريحاً عجيبة، فإما يكون قتالاً رائعا تتوهج به الدماء داخل الجسد، أو يكون الند محض نفّاخة؛ تحبس الهواء حتى تنفجر أو تذبل، و كلاهما موت. و إما ينفخها ناراً مقدسة، نورها أسطورة سماوية تبشر بدين التوحيد، أو تكون محرقة؛ تحترق بها الروح ليطير الند منطاداً.
أو معدة معتدة تظن المعاني مادة تؤكل لتشبع و تعيش و تكبر.
الله مضر، الشيطان يوسوس، و النفس أمارة بالسوء. الكون مجبول على الشر، لذلك كانت الأخلاق، و هي على لسان الحيوانات أوقع، لأن خُلُقها طبيعة، و هي لا تسبب الغريزة، فسلوكها طاهر من دناسة العقل.
لكن الأخلاق عند الإنسان تعارض طبيعته، و معارضة الطبيعة لا تعني مقاومتها و لكن مقاومة غايتها، و عليه فليس من الأخلاق ألا تأكل و لكن من الأخلاق ألا تأكل حتى الشبع.
إن متباينة الإنسان و الحيوان في مسألة الأخلاق تظهر في الصراع، و الصراع مجال تتحرك به متناظرات الحياة لتكون العلاقات و تصير. و لأن الأخلاق عند الحيوان طبيعة، يمتاز الإنسان عن الحيوان بمتناظرة الخير و الشر؛ الخير مشتق الأخلاق، و الشر مشتق المصلحة. و مقياس الحكم هو المعروف و المنكر.
و في حال تغيير الأحكام يثور الإنسان و يغزو غيره للبقاء لكن الحيوانات تهاجر و تأكل للبقاء، و يشهق الإنسان و يزفر لكن تنتفخ المناطيد و تطير. فالمعروف و المنكر عند الإنسان بالذات كمؤشر الزمن، أبداً في تغير. و لما يكون الحيوان الأقصى خُلُقا، تكون السطوح و الأشياء و المصنوعات الأقصى طبيعة، أما الإنسان فهو البعد بينهما.
في يناير ٢٠١٠ ذهبت و عائلتي من الكويت إلى مكة عبر الطريق الصحراوي فسجلت مشاهداتي و ما سمعت من قصص أثناء الرحلة مكتوبة كانت أو مرسومة أو مصورة، و سوف أحكيها كمحاولة لربط خط الإدراك مع خط الرحلة، يسعدني حضوركم
بتاريخ ١٠ أكتوبر ٢٠١٠، من السابعة حتى الثامنة من مساء يوم الأحد في جاليري تلال، الشويخ، شارع الجهراء، مجمع التلال
" IN MODERN ATHENS, the vehicles of mass transportation are called metaphorai. To go to work or come home, one takes a "metaphor"—a bus or a train. Stories could also take this noble name: every day, they traverse and organize places; they select and link them together; they make sentences and itineraries out of them. They are spatial trajectories.
In this respect, narrative structures have the status of spatial syntaxes. By means of a whole panoply of codes, ordered ways of proceeding and constraints, they regulate changes in space (or moves from one place to another) made by stories in the form of places put in linear or interlaced series: from here (Paris), one goes there (Montargis); this place (a room) includes another (a dream or a memory); etc. More than that, when they are represented in descriptions or acted out by actors (a foreigner, a city-dweller, a ghost), these places are linked together more or, less tightly or easily by "modalities" that specify the kind of passage leading from the one to the other: the transition can be given an "epistemological" modality concerning knowledge (for example: "it's not certain that this is the Place de la Republique"), an "alethic" one concerning existence (for example, "the land of milk and honey is an improbable end- point"), or a deontic one concerning obligation (for example: "from this point, you have to go over to that one").... These are only a few notations among many others, and serve only to indicate with what subtle complexity stories, whether everyday or literary, serve us as means of mass transportation, as metaphorai.
Every story is a travel story—a spatial practice. For this reason, spatial practices concern everyday tactics, are part of them, from the alphabet of spatial indication ("It's to the right," "Take a left"), the beginning of a story the rest of which is written by footsteps, to the daily "news" ("Guess who I met at the bakery?"), television news reports ("Teheran: Khomeini is becoming increasingly isolated ... "), legends (Cinderellas living in hovels), and stories that are told (memories and fiction of foreign lands or more or less distant times in the past). These narrated adventures, simultaneously producing geographies of actions and drift-ing into the commonplaces of an order, do not merely constitute a "supplement" to pedestrian enunciations and rhetorics. They are not satisfied with displacing the latter and transposing them into the field of language. In reality, they organize walks. They make the journey, before or during the time the feet perform it."
~Michel de Certeau / The Practice of Everyday Life 1984, Part III: Spatial Practices, Chapter IX: Spatial Stories, p:115-116
Here I'm trying to associate the first paragraph of each of the following works together, not to compare but to understand a certain pattern beyond their historical or personal disposition.
Charles Dickens
A Tale of Two Cities 1859
IT WAS the best of times, it was the worst of times, it was the age of wisdom, it was the age of foolishness, it was the epoch of belief, it was the epoch of incerdulity, it was the season of Light, it was the season of Darkness, it was the spring of hope, it was the winter of despair, we had everything before us, we had nothing before us, we were all going direct to Heaven, we were all going direct the other way _ in short, the period was so far like the present period, that some of its noisiest authorities insisted on its being received, for good or for evil, in the superlative degree of comparison only.
Franz Kafka The Metamorphosis 1912
As Gregor Samsa awoke one morning from uneasy dreams he found himself transformed in his bed into a gigantic insect. He was lying on his hard, as it were armor-plated, back and when he lifted his head a little he could see his domelike brown belly divided into stiff arched segments on top of which the bed quilt could hardly keep in position and was about to slide off completely. His numerous legs, which were pitifully thin compared to the rest of his bulk, waved helplessly before his eyes.
Félix Guattari
The Three Ecologies 1989
The Earth is undergoing a period of intense techno-scientific transformations. If no remedy is found, the ecological disequilibrium this has generated will ultimately threaten the continuation of life on the planet's surface. Alongside these upheavals, human modes of life, both individual and collective, are progressively deteriorating. Kinship networks tend to be reduced to a bare minimum; domestic life is being poisoned by the gangrene of mass media consumption; family and married life are frequently 'ossified' by a sort of standardization of behaviour; and neighbourhood relations are generally reduced to their meanest expression . . . It is the relationship between subjectivity and its exteriority - be it social, animal, vegetable or Cosmic - that is compromised in this way, in a sort of general movement of implosion and regressive infantalization. Otherness [l'altérité] tends to lose all its asperity. Tourism, for example, usually amounts to no more than a journey on the spot, with the same redundancies of images and behaviour. Political groupings and executive authorities appear to be totally incapable of understanding the full implications of these issues.
Gilles Deleuze Immanence: A Life 1995
What is a transcendental field? it can be distinguished from experience in that it doesn't refer to an object or belong to a subject (empirical representation). It appears therefore as a pure stream of a-subjective consciousness, a pre-reflexive impersonal consciousness without a self. It may seem curious that the transcendental be defined by such immediate givens: we will speak of a transcendental empiricism in contrast to everything that makes up the world of the subject and the object. There is something wild and powerful in this transcendental empiricism in contrast to everything that is of course not the element of sensation (simple empiricism), for sensation is only a break within the flow of absolute consciousness It is, rather, however close two sensations may be, the passage from one to the other as becoming, as increase or decrease power (virtual quantity). Must we then define the transcendental field by a pure immediate consciousness with neither object nor self, as a movement that neither begins nor ends?
و الآن .. بعد زوال كل وسيلة للقرب أستطيع أن أدرس أشكال سطح الصمت. يقال أن أفضل بنّاء للمعبد هو أكثر العباد تجربة للخطيئة. و يقال أيضاً أن المعبد لما بُني تحول التكرار من التجول إلى الاستقرار و من الإدراك المتجدد إلى الإدراك الرتيب. لماذا ما زلت أكتب؟ و ما هذا الإيمان العظيم؟ أهو إيمان المخطئين؟ أم التباس مع أن التباساتي دليلي. إن كلماتي هنا لا تريد شيئاً، هي صلوات تريد المباركة.
هذه أيام غدا البعد فيها شيئاً لا علاقة. فما زالت اللقاءات تؤدى و تعاد في أماكنها، حالها كحال المزارات. ثقل أمره على نفسي حتى أنني بت أتمنى قبل النوم ألا أصحو، فبي من الهم ما يدعسني بين شقوق الأرض لتسدها عليّ و أنتهي. لم أطلب الموت قط بقدر أيامي هذه. أريد أن أعلن خيانتي لكل من حولي متى يا ترى تبدأ الحرب فأنا الخائنة منذ مدة أرسلوني لتقصي أخبار ما قبل الطبيعة. أنا خائنة فابدئي يا حرب ابدئيني.
أي طاقة هذي التي تحث دمي على جريانه الأبدي؟ خواطري تتكسر، و هي أجنحتي التي كنت أطير بها و سلالمي التي أواصل بها سلاسل الحلم و الواقع. أحيانا أستغرب ما يحصل لكونه أبعد ما يكون عن الإنسانية، و لكن بعد دقيقتين أظنه -أي ما يحصل- في صلب الإنسانية. فمن الإنسانية أن يترك الأب ولده، و من الإنسانية أن يخون الجندي بلده، و يكذب الزوج على زوجه.. نعم كلها صفات إنسانية.. أشكرنا على إنسانيتنا.
ماذا أحببتُ إذاً من الدنيا و ماذا يسرني؟.. أحب من الدنيا البحر في كل ألوانه و درجات حرارته.. أحب صناعة الورق، أحب رائحة الحبر، أحب السماء، و فرضية الحركة و السكون، أحب الابتسام على غفلة من نفسي، أحب الهواء؛ زائر جوفي المعتاد.. و أحب إغفاءة ما قبل المساء.. أحب القهوة العربية مع أني لم أشربها قط في مكان أحبه، أحب فراشي الحاني.. أحياناً.. أحب يداي و عيناي، أحب والداي، أحب الحب، أحبه كطفلة لا تواري الشغف أحبه كالنهر، كالنور في صورة جميلة، كالمرض القديم الذي لا شفاء منه. أحب صوته و عينه التي لا تنام ليلاً، و أبحث عنها في عيون الناس
ماذا بعد؟.. كانت المسافة ناصحتي و لكني ما عدت أسمعها، فقد تخاصمنا.. نعم أكرهها و أكره كل مرادفاتها. لم لا نعيش في سلام! لماذا العقاب؟ العقاب و ما يفعل بي، يغمض عينيه ثم يأخذ سكيناً يزخرف بها وجهي ثم يسلخ جلدي بعشوائية الأعمى ثم يرميني بالبحر و ينهشني القرش الذي دائماً ما أحلم به.. و لكنه قبل ذلك يأخذ قلبي و يضعه ينبض في متحف علمي، لكي يخلد عذابه، كل هذا قبل أن يعاقبني أحد
Back in January 13 of this year, I gave a brief talk along with some other architects and designers at Al-Americani Cultural Centre. The event was called "a night for architecture" and was organized by T-Square Magazine's Team, KASA and AIAS representatives, and hosted by Dar Al-Athar Al-Islmaiyah. The night is held to stimulate discussions and ideas about the theme of T-Square's upcoming issue "Why Design: Cause & Effect". "Why Design" was my stimuli because it is really a transcendental question like "Why do we exist".
The Cause in such questions either gets continuously multiplied or continuously divided, meaning that you can find endless answers as well as endless elaboration on one answer. When limits in mathematics goes to infinity it reaches a mythological strata. If causes are perceived as a chain of natural dependencies then imagination can be defined as breaks from this chain unless it is conjunct. Therefore a pattern can be constructed from a scientific cause, followed by an imaginary cause resulting this tense or hyper relationship between finites and infinities_which I like to call informally a myth-math relationship.
The collision or collaboration that happens between scientific or natural/physical formations and mythical formations is based mainly on repetition, the repeated mechanism of the world along with the repeatedly narrated myths, like in epics, folklore songs and dances, and even political and social theories such as Nationalism, Communism, and the mostly related: Conspiracy Theory. The reason behind the power of the oral to compete with the power of the worldly is because of its otherworldly mobile presence.
Here I illustrated an evolving collaborative myth-math chain taking rain [falling drops of rain from a cloud] as a worldly example and relating it to a mythical reason and effect, relating the effect again to a worldly reason [topography] coming back again to a mythical reason, just to give a perception version of Cause and Effect in Design:
لقراءة المذكرات: رحلة إلى مكة من ٢٥ يناير إلى ١ فبراير الدهناء النقا؛ جبل رملي جبل طميّة يظهر من بعيد، و يقال في أسطورة أن سنام كان يحب طمية، ثم افترقوا فزحف جبل سنام إلى العراق و أثر رحيله كان وادي الرّمة و هو الذي يمتد من المدينة المنورة إلى شط العرب في العراقفي بدايات وادي الرمة قرب المدينة المنورة
عندما يقابلنا المدى إما نبحر إليه مناداةً، فنؤجج صفوه و نكدر خاطره قرباً، أو نستسلم لخيال إنسان يؤانسنا فنستمر معه مناداةً و سلاماتٍ نخلقها كما خلقناه، فيراقبنا المدى نرقص فرادى في مُدّته، خاضعين لغيره، فيغيب و يختبي بين السماء و الأرض إلى أن يبوحان بسرّهما هذا و يفرجان عن مفصلهما بعد انتباهنا لبرهة الصمت و الفراغ فيحين بذلك موعد الوداع؛ صعب أن تترك خيالاتنا مكانها و تأتي معنا أينما نذهب. ثم نرحل إلى حيث أناس أخر خلقناهم فيما مضى و ظلوا منتظرين عودتنا
و إنني فيما كتبتُ هنا أجزتُ في الجسارة و أسهبتُ في الاستسلام
There was a wonderful lecture I attended during CONNECTdeleuze conference at Cologne University last month by Luciana Parisi entitled "Abstract Spatium: Deleuze and Whitehead via Algorithmic Architecture" in which she referred to algorithmic art and architecture to be a valid example on the relation between both philosophers in their search to the pre-individual virtualities or eternal objects because they enfold incomputable reality.
"....this reality can be experienced as the recording of a sensation, in Deleuze's terms, or, according to Whitehead, as a conceptual prehension: the feeling of having a feeling."
this approach to architecture has been always an intrigue to me for it works very structurally, and morphs fluently yet I never understood its relation to humans or its social value. Algorithmic approach to architecture -as I see it- is more of a representation than a collective creation. It represents continuity, affordability and the ever existing relation between parts and whole which are all descriptions of reality -just like the Cartesian basic representation of reality through the coordinate system-, yet it does not refer to an initial state or initiation as a form conception of space_which is more relevant to human existence and re-existence.
Thus can parametric space be seen as the weather of architectural forms? and are algorithmic calculations set to create 'platforms' rather than 'forms' in space? Because if so, I really do think that binary (finite) computations should overlap at the algorithmic (infinite) computations so that we can create a full perspective of architectural perceptions and experiences.
this experiment would lead us to a temporal-periodical occurrence of form, because form here is no longer directly related to an invisible infinite space -static and eternal like pyramids of Egypt built on the desert?- but rather anchored to another layer of visible infinity. So the architectural creation in such sense is expressed alertly, alien, veiled or under disguise so that each character stores a desire to reappear.
ذهبت إلى مساحة مستطيلة من الرخام المجلي الخالي من خرائط العروق يجلس على حوافها الناس و يتوجهون بأطرافهم إلى جانب الضلع الأصغر من المستطيل و يستمعون لشاعر مُقاومٍ لانفعالات الحديث. كان يتكلم في البداية عن انعكاس الجالسين على صفحة الرخام و كيف أنه مهما رأينا أشخاصا يشبهوننا من خلالها فنحن ما زلنا أفرادا لم و لن نتكون من انعكاس و إنما خُلِقنا من العدم و لابد أن نكون نحن من نرسم صورتنا على الصفحة لا أن هي ترسمنا. و فصّل بأننا نفهم من انعكاس صور الناس بالمقلوب هو أن المدى الذي ننتهي نحن عنده جلوس إنما هو ثنية من ثنايا الفراغ و لكننا دائما في شك من وجودها ندركها إذا اعترض أبعاد الجلوس رجل يظهر في منتصف المستطيل و ننساها إذا اختفى ثم تساءل عن علاقة الحركة المستمرة للفرّاشين الذين يقدمون الماء للجالسين مع المدى، و دار النقاش بعد ذلك حول الفرّاشين كبُنْية تحتية و كيف أن تنقّلهم و ترحالهم أدى إلى إدراك مغاير للمدى مقارنة مع إدراكنا له في مثال الرجل الذي يظهر في منتصف المستطيل ثم يختفي فثنايا الفراغ تزداد و تتكاثر مع حركة ناقلي الشاي و الماء.
و لكن قاطَعَتْه المشربيّة الُمنارة بالنيون من خلفها أن أفكارنا حول المدى لا يهزم بعضها بعضا و إنما تُغزل فُكاهياً للضرورة. فاحتكاك أزمنتنا يجبرنا على الاختلاف و لسنا نحن من اخترنا ذلك.
ثم جاء شيخ كبير، و قال للحاضرين بأسلوب المُعلِن: لا وجود للمدى! إنما هي أسطورة افتعلناها لنعرف أماكننا في هذا الفراغ الأملس. و ذهب. ابتسمتُ لهذا المقال ثم التفتُّ إلى الناحية الأخرى من ضلع المستطيل الأصغر فرأيتُ مِنَصّة خالية تأملتها قليلا ثم مضيتُ و أنا أتساءل متى تظهر عروق الرخام؟
إن ما نمر به من أحداث و ما نعرف من أشخاص و ما نصادف من أشياء حقيقة كانت أو أحلام ما هي إلا خيوط تغزل شخصياتنا و ما ظهر و ما لم يظهر من صورنا. لقد كنت أجلس اليوم مع طفل يرسم وجها، و عندما فرغ من رسمه، أحاط الوجه بدوائر كثيرة، و عندما سألته عن السبب قال ضاحكا: إن له وجوه كثيرة
إن الوجه كما قال وجوها كثيرة، و لكننا لسنا مرآة لما حولنا و لا شيئا يشبهها، إنما الوصف الأقرب هو أننا نسيج من الكل المحيط بنا و الكل الذي بداخلنا و لحظات من التوحد أو الانسلال التي تحدث تبعا للمقاييس المكانية و الزمنية. فهل تتغير المقاييس المكانية مثلما تتغير الأحداث معنا؟
هناك من يشكو رتابة الأحداث، و هناك من يشكو عدم استقرارها، و هناك من يشكو رتابة المكان، و هناك من يغير كل يوم مكان معيشته، و هناك أيضا من يصر على وجوب الرتابة في الأحداث و الأماكن
الغبار هو أحد أمثلة نظرية الوجوه الكثيرة التي قال عنها ذلك الطفل، فالغبار يمر على مدينة، فتختفي أشياء و تظهر أشياء، و يضيع الأفق لانعدام الدليل البصري على وجوده، فنرى الدنيا بطريقة مختلفة، نراها تصبح شخصا آخر، لا نستطيع القول أنها تجردت، لأنها بلا حقيقة ثابتة من الأساس، فمن يستطيع القول أن الجو الصافي الذي تصبح فيه السماء زرقاء هو الطقس الطبيعي، أو الطقس المنطقي لهذا الوقت؟ و لكن نستطيع القول أنها كشفت عن حقيقة أخرى، مكان آخر، و زمن آخر
فكيف يؤثر ذلك على تفكيرنا و ترتيبه و تتابعه؟ و كيف يؤثر على قراراتنا و أفعالنا؟ و كيف تلعب تلك التأثيرات بأبصارنا فترتبط بأصل العلم بالشيء و تكوينه و تركيبه الذي قد يرتبط بتركيبنا اللغوي للجمل، فنجعل في لغتنا الفعل في البداية، و عند شعب آخر يكون الفعل في الوسط، و شعب ينهي الجملة بالفعل؟
و تتبدل الطقوس و الأجواء و تتغير و يمر على الناس كل يوم أشياء و ناس و صور و أصوات و تعابير و تقاسيم، و لازال الناس يؤمنون بالحقيقة الوحيدة.. ألا يعني ذلك أننا نحن من يوحّد الحقيقة و نحن من نتحكم بماهيتها؟