Tuesday, 24 May 2011

عن الحب

قيس مهرج شفع له شعره، و روميو بعين شكسبير صار غزالاً. عندما يشتد في المرء حب، و هو ما ينتج تقليدياً -أو فطرياً- من حرمته، يقترن اسم ذكر بأنثى قرانا أسطورياً بقدر زيفه. فتخلدهما ذاكرة المعاصرين و أعقابهم معاً بينما يعيشان في واقعة فاتت تعيسان بعد دراما من الكبرياء و القرب و البعد. و هكذا يكون الخيال فكراً يعزي ما سبق باشتباه الحدوث، أو المعاودة المتغيرة

إن العزوف عن فعل الحب إلى التفكير أو التأمل فيه بشارة لارتقاء الإنسان، و لكن بعد حين يبدأ الإنسان يشخص أفكاره و يسميها، و يكاد يقارن فعل الحب معها. فالكمال إذن من صنع الإنسان، و يصف الإنسان حبيبه بالكمال. اقتران الإنسان بالمثال الفكري هو نسيج الأخلاق الذي يغزل من خيط مُتخيَل و آخر محسوس. نعم، هذا وصف مثالي لسير الأمور، و على حد ملاحظتي أن المثالية ليست رأياً عاما و لكنها نزعة إلى تعميم الرأي

تحويل المُثُل إلى أوصاف و أسماء لأشخاص عند العرب يدعو لدوام الشك في المعاني

و لا أقصد في العزوف عن فعل الحب اللافعل، فذلك كالفعل و قد يزيد تكلفاً عليه، إنما العزوف الكامل ما أقصد، بلا مقاومة لفعل، كالرهبنة و التصوف، و قد نستطيع القول أن أفعال الحب تعيش في فضاء من فكر الرهبنة و التصوف ما ابتعد الفكر عن الطقوس و الشعائر. أفعال الحب تعيش ثم تموت لكن الفكر يبقى و يخلد، و لذلك فنحن غالبا ما نرغب بآلة الزمن لاستعادة إحساس، لا لاستعادة فكرة

تصوير الحب، و لو كان في عين قيس و روميو لابد يظهر كالمهرج، لكنه مهرج كثيف بالصور -لا بالمشاعر- إلى حد لا يمكنه من مخاطبة أية حاسة من حواس الجسد، هو مخلوق للفكر و الذاكرة و الخيال، لأنه فعل لا يقترح مسايرة فكرية، فهو منفصل زمنياً عن الفكر و الذاكرة و الخيال، الفعل محفز لفكر مؤجل أو مقدم، قد يصدف و يلتقيان، مجاليهما متوازيين، و نتخيل جدليتهما

While reading Bergsonism by Gilles Deleuze.

Saturday, 21 May 2011

Tuesday, 17 May 2011

سَنِيــّـة

أسماء العرب تحمل معاني، أغلبها أوصاف أو أفعال، لكننا نسمي أبناءنا على أحد أجدادنا، فنضيع بين المسمى عليه و الفعل الحاضر مع اسمه. بعد أن يسميك أبوك على اسم أحد يقص عليك حكاياته، أهو نوع من الحنين إذاً؟

بعض الملابس تسمينا، بألوانها ربما أو بثنياتها، لكن الدجاجة المسكينة سماها صاحبها سَنِيــّـة؛ على زوجته التي قتلها لأنها لم تحضر له العشاء. الدجاجة سنية الآن هي التي تحضر العشاء

العائلة بيئة غير منطقية، لا نستطيع أن نتفاعل معها إلا بالإيمان أو الفكاهة. التجاور مريح، التجاور نسبة، لكننا نفضل أن نعرف عن هذه النسبة من الهاتف، أو ربما من الطباخ

الأكل متعلق بالعاطفة، أما الملابس فهي متعلقة بالفكر، ربما، لكن كلها توضع في خزائن، ثلاجة، حقيبة، فرن، معدة أو كبت أو أي نوع من أنواع الخبز

و كانت الناس إذا أرادت التعارف ذهبت إلى أحد الفنادق، أو راسلت مجلة ماجد

الصوت، الآذان، الراديو، التلاوة، التسميع، الإنشاد، الغناء، المساسر، الصراخ، المناداة، اليباب، الخطبة، الولولة، التنويمة، الحكواتي، الصوت/الموسيقى فن العرب و الفن قوة. 

وصوف الكلام و السمع هي الأكثر دقة و تفصيلاً عند العرب

و صارت الناس إذا أرادت التعارف ذهبت إلى مجمع، أو إلى موقع دردشة عبر الإنترنت

يا حبة عيني يا سَنِيــّـة