Wednesday 18 February 2009

قصّة الخَلْق

هناك ملاحظة حول المدينة أحرص أن أشرحها لأي زائر للكويت و هي أن مستوى الأرض على الساحل الآن أعلى بكثير مما هو عليه بالسابق و ذلك بسبب الردم الذي حصل مع فترة التثمين في الخمسينيات من القرن الماضي، و ما صاحبها من رغبة في تطوير المنطقة في ساحل الخليج الذي خلا فجأة و لا علم لأحد من عامة الناس بما سيحدث بعدها. مجموعة قرارات حوّلت تكوين الكويت الحضري إلى شكل آخر، فكان الحديث على كل لسان، وصلنا عبر الكثير من وسائل الإعلام، سأحاول هنا أنا أضفي نوع من الترتيب التاريخي لهذه الانتقادات و الحقائق حول فترة التثمين و التطوير

أولا يجب التنويه إلى أن التطور الحضري و إعادة تعمير المدينة كانت من الأفكار التي بدأت بالظهور بالمجتمع الأوروبي و الأمريكي في فترة الستينات من القرن الماضي، إما بسبب ما سبق هذه الفترة من حروب أو الزيادة في عدد السكان و الرغبة في توسيع المدينة. و حيث أن التصميم الحضري فكرة لا تزال قيد التجربة و الجدل، أغلب الأفكار حول مستقبل المدينة ظلت على الورق

“We must find ways of weaving new units into the whole cluster so that they extend and renew the existing patterns” Team X, “The Tenth Congress of CIAM, Dubrovnik, August 1956,” in Alison Smithson.

Plug-In-City: Maximum Pressure Area.
Peter Cook Project, 1962-64 Section [1964]

و على ذلك أصبحت الكويت مع بداية عصر النفط محل استقطاب المعماريين، لتوفر أرض للتعمير و التجربة و مال وفير. و تفاجأ الناس بتخطيط حضري ينقل المناطق السكنية عن البحر، و يخصص أحياء المدينة القديمة لتكون العاصمة التجارية، أما المناطق الساحلية فغالبيتها خُصّصَت للمنشئات الثقافية و الترويحية



و بدأ هدم المنازل أولا للبنية التحتية، ثم بدأت بعدها البنايات الجديدة، و من أبلغ ما قرأت في هذا الحدث ما قال الشاعر منصور الخرقاوي في قصيدته عندي خبر>

١٩٥٣
يا دار وين اللي على الحي باقين . قصف الشوارع كالمنايا للأعمار
وين الرّزاقه و العوازم مقيمين . لا فَرّق الله شمل الاجواد يا دار
أمشي و هوجس و قصِر اخطاي و للين . لولا المناره تهت من هول ما صار
في مفرق الشارع و بين الفريجين . وقفت مبهوت و قَفّيت محتار
يا عونة الله وين ذيك الدواوين . وين النشاما معدن الجود و الكار
أحد تكايف واحد خاطره شين . الأمر فوق الكل و الناس أسرار
اللي بقى لابد تجيه النياشين . ماله مفر من الكلكتر و الغبار
عندي خبر محنا من الناس مَسْوين . لو شتتونا يوصل الجار بالجار
يا ليتنا من أول الكوف(١) دارين . قبل الفجيعة مير ما كد جرى صار
تخضع ما دام ان المعازيب راضين . لو يممونا منطقة واو(٢) مثبار
ابيوتنا مثل السفن يالمحبين . من يمم القبلة لقى الحوش باشار
طرز على المودة و الافرنج مغوين . و الا المهندس كل يوم له افكار
الهيب(٣) يصرخ جض لله مسكين . يا جار عز الجار ما هو استنكار
الوقت ينكف و الليالي بلا دين . و المبتلي يصبر على جور الاقدار

١- الكوف: من البداية
٢- منطقة واو: الدسمة حاليا
٣- الهيب: عصا من حديد لها رأس مفلطح و آخر مدبب تستعمل لهدم الحيطان و تسمى بالعربية العتلة

بعدها بدأت "لجنة الكشف" بتثمين منازل المواطنين حيث أن هناك من المنازل ما لم يتم إخلاؤها، و قد ظهر من الاعتراضات الكثير، منها سأذكر مقتطفات مما قال الشاعر عبداللطيف الديين من هجاء لاذع>

١٩٦١
جار الزمان و بدّل الكيف تنغيص . وْقَّع على وكر الشياهين شرياص
وْ كابر شعاع الشمس نور الفوانيص . حتى الثقة صارت تواجيم و اخراص
و حطوا لنا لجنة على الكشف تخصيص . و قالوا لنا ذي تنصف العام و الخاص
و صرنا مع اللجنة مثل بالع الشيص . لو يدفعه في ماي ما نال مخلاص
هي لجنة للكشف و تحتاج تمحيص . من واحد عارف على الداء غواص


كما ظهرت تعبيرات من التغييرات السريعة في مسلسل رقية و سبيكة (في أوائل الثمانينات)، حيث بين لنا قصة حياة أختان بسيطتان تملكان بسطة في سوق واجف تغيرت حياتهم كليا بعد أن ثمنوا بيتهم بقيمة كبيرة لأهمية موقع بيتهم في مشروع جديد لشارع. فاستعرض المسلسل ما تعرضت له الأختان من احتيال و نصب، و انتهى بجنون أحدهما و اكتئاب الأخرى في بيتهما الجديد الفاره بعد أن نصب عليهما المحتالون و انتهى بعودتهم للبيع في سوق الحريم مثل ما بدأوا

منذ الثمانينات بدأ الوعي بما حل بالبلد من تغيير سريع يعقبه مساوئ التكيف مع الحال الجديد بالإضافة إلى حاجة المباني نفسها للتكيف مع جو الكويت، حيث تفاجأت المباني الإسمنتية بمناخ آخر، مناخ كويتي لا تصلح معه تقنيات البنيان العالمية، بل يحتاج دراسة خاصة

“It is a fact stated by many administrators & politicians that most decisions in Kuwait are taken by a feeling of reaction. The administrator reacts to the event or the problem by instinct reaction. Executives rarely anticipate the problem that they may encounter in the future. Neither do the assistant to the executive have the vision or the foresight to anticipate the problem & suggest a solution”. _ A former manager for Kuwait municipality, Dawood Musaad Al-Saleh.


و بدأ التفكير من جديد حول كيفية استقرار هذه المباني الغريبة، كيف نحل مشاكل الازدحام، و قدم مكتب المهندس الكويتي اقتراحا لمدينة الكويت فيه شبكة مترو، و لكنه وُضِع جانبا، و أظن وضعه جانبا كان مقترنا ليس فقط بالاحوال السياسية المستجدة في الثمانينات، و لكن أيضا من التهيب من القرارات الكبيرة بعد كم من التغيرات في زمن قليل

١٩٨٦
سعد الفرج و خالد النفيسي في مسرحية حامي الديار>
سعد: الحكومة بتثمن كل اللي خارج السور و تبي أهل الديرة يردون مرة ثانية داخل السور، و السياسة هذي سمتها سياسة العودة
خالد: و شلون بتشيل الناس؟
سعد: يقولون لك بيسوون الديرة طبقات، بيتك فوق بيت جارك، بيسوون الكويت ١٠٠ طبقة
خالد: احنا و جذي مطشرين مو مفتكين من الزحمة، و شلون بيعالجون مشكلة الزحمة؟
سعد: الكويت كلها بتصير جسور حق القطارات و السيارات ممنوعة

١٩٩٠
الغزو العراقي على دولة الكويت، و من هنا أصبح حال الاقتصاد يحتل الأولوية الأولى، و ذلك يعتمد على الوضع السياسي، يوازي هذه الأولوية حماس شعبي لإعادة الإعمار.

٢٠٠٠
و بعد نهوض الدولة في أواخر التسعينات بدأ معها نهوض شاسع في السوق العقاري، فأسعار الأراضي في الكويت تفوق مدن الخليج، و لكن للأسف فإن نجاح الشركات العقارية أدى إلى كثرتها. إن تعدد الشركات العقارية يؤدي إلى تعدد خطط التطوير، فتركيز الشركة يكون محدود بمساحة الأرض التي تملكها و كيفية استغلالها و لا تكترث بالتطور الحضري الشامل للمدينة أو الدولة. إن سوق العقار صانع لقرارات كبيرة، لكنها لصالح تجاري بحت يصوغونه عادة بأسلوب مبهر لاستقطاب المساهمة بالمشروع. هناك الكثير من الدول، منها أذكر هولندا ممن عانى من مشكلة تعدد الشركات العقارية، حيث تنتقل ملكيات الأراضي و تتغير القرارات، و بذلك كان هناك سعي لتوحيد الشركات أو التقنين من عددها، فالدول التي لديها سيطرة جيدة على سوق العقار هي الدول التي تتحلى بتأسيس حضري جيد

بعد التعرض لكل ما قيل، لنرجع لسنة ١٩٦١ لنرى تطلعات المطورون لواجهة الكويت البحرية في تقرير سكوت و ويلسون، كيركباترِك و شركاهم من لندن>
--------------------
تقع مدينة الكويت في الجهة الجنوبية من خليج الكويت، و تتجه النية الآن إلى تحويل الساحل الممتد بين قصر دسمان إلى نقطة تقع بالقرب من مصفاة المياه تحويلا شاملا و ادخال عدد من مرافق التسلية و الترفيه عن السكان. مقترحاتنا تقضي بتكوين ثلاثة خلجان على كل من جانبي قصر السيف. و المقصود من هذه الانسيابات في الساحل إثارة التشويق و المساعدة على تجميل المنظر و خاصة عند انارة الأضواء في الليل. و نقترح بناء طريق للنزهة على ارتفاعين و تمتد على طول منطقة الساحل و تكون محاذية لطريق مزدوجة لسيارات المتنزهين. كما نقترح أيضا إنشاء طريق مزدوجة أخرى بدلا من الطريق الحالية الممتدة على محاذاة الشاطئ و تخصص لاستعمال سيارات المدينة العادية و التجارية. و تهدف مقترحاتنا إلى إعادة تنظيم منطقة قصر السيف و إلى استيعاب و نقل مرفأ المراكب المحلية إلى نقطة تقع مقابل ميناء الشويخ. و قد أظهرت الرسوم مكانا لمرفأ جديد لمراكب التسلية بالإضافة إلى أماكن لبناء فندق و أحواض سباحة و ملاعب للأطفال و حديقة ملاهي و مطاعم و مرافق تسلية متنوعة و تشاد الحدائق العامة في نقاط مختلفة
نقترح بناء حائط بحري بشكل مدرج ليسهل الوصول باستمرار إلى الشاطئ من جميع النقاط كما أنه يشكل مقاعد طبيعية و بالامكان بناء عدد من الشرفات المتفرقة على الحائط ليتسنى للمشاة التمتع بمنظر البحر. و قد خصصنا مكانا لطريق عريض للنزهة على ارتفاعين كما أخذنا بعين الاعتبار أيضا ضرورة إقامة المقاعد و المظلات الواقية من الشمس
و ظهر على الرسم طريق ثنائية مزدوجة الاتجاه على محاذاة طريق النزهة و قد رفعنا القسم الداخلي و ذلك حتى تتمكن السيارات المسافرة عليه من مشاهدة البحر دون أن يحجب ذلك عنها السيارات المسافرة على القسم الخارجي. و سيصار إلى تهيئة أماكن لوقوف السيارات على مراحل متعددة على جانبي الطريق ليتسنى للمسافرين فيها التمتع بالمناظر دون النزول من السيارات و من الممكن أن يضاف هناك عدد من الجسور لعبور المشاة مع بناء مطاعم و مقاصف لبيع المرطبات حيثما يرى ضروريا
و إذا أمكن فيجب حصر استعمال طريق السيارات المحاذية لطريق النزهة بهؤلاء الذين يرغبون بالنزهة - و لهذا السبب صممنا ستة مداخل فقط على أمل أن يقلل من استعمالها من قبل سيارات المدينة العادية - و على كل حال فإننا نعتقد بضرورة منع سيارات النقل من استعمالها
إن منطقة قصر السيف تشكل نقطة طبيعية مركزية بالنسبة للشاطئ و المدينة - و لذلك أوصينا بنقل ميناء المراكب المحلية إلى مكان آخر حتى يصبح بالإمكان تحسين المنطقة المحيطة بالقصر على وجه يتناسب مع أهميته. و تشمل اقتراحاتنا في هذا الباب إنشاء حدائق منسقة حول القصر بما في ذلك مثلا برج لساعة كبيرة و نوافير تتدفق منها المياه. و للإبقاء على مظاهر الارتباط التاريخي الطويل بين الكويت و البحر قفد اقترحنا بناء رصيف يمتد داخل البحر لترسو الزوارق على جانبه، و يقام في نهايته برج عال يشرف الناظر منه على البحر الواسع و على طريق النزهة أيضا و يصبح هذا البرج علامة فارقة في المنطقة. و سينتج عن عملية إعادة التنظيم أن تصبح مساحات واسعة من الأرض مهيئة للتحسين و نقترح أن تخصص هذه المساحات لتشييد بنايات الحكومة ذات الأهمية كدوائر المالية و الشئون الاجتماعية، المنوي تشييدها في المستقبل القريب
.......... و بالرغم من الصعوبة الماثلة في زرع الأشجار و إنشاء الحدائق على طول الشاطئ بسبب قلة المياه إلا أننا نعتقد بأن هذا الأمر ضروري حيثما كان ذلك ممكنا - و قد أشرنا إلى ضرورة إنشاء الحدائق حول قصر السيف كما نرى إقامة الحدائق في الأماكن التي تحيط بمواقف السيارات و المطاعم و غيرها من الفسحات. و بهذا الخصوص فقد أفردنا مكانا ضمن إحدى هذه الحدائق لمسرح تعزف منه الفرق الموسيقية و لا شك أن نشاط الفرق الموسيقية و عزفها يشكلان تسلية جميلة للجمهور
إن ردم البحر في هذه المنطقة يؤمن لنا مساحة إضافية للإنشاء العمراني تقرب من ١٨٠،٠٠٠ مترا مربعا - و يمكن الاستفادة من هذه المناطق لتشييد أحياء فخمة للسكن أو مناطق تجارية ضمن إطار تنظيم المدينة بالإضافة إلى إمكانية استعمالها لبناء دور للحكومة في المستقبل
--------------------

إن التقرير يوضح نظرة عامة لما تتضمنه عملية التطوير، فالقرارات لم تنبع من واقع الحياة اليومية في الكويت، إنما ما "يجب" و ما هو متعارف عليه في بلاد المطورون. فهل نحتاج فعلا لعملية ردم الشاطئ؟ و هل فادنا تقليص عدد المداخل إلى البحر الذي كان نهاية أي سكة من سكك الأحياء القديمة؟ و كان مما سُجّل في التقرير وجود مسارح للفرق الموسيقية، و على إثر هذا المقترح، لا يجب تشييد هذا المسرح إلا بعد تأسيس هيئة خاصة للعناية به و تنظيم فعالياته، فالمسارح لا يجب أن تموت

كل اقتراح يلزمه شروط، و ما كثرت شروطه خاصة ان زادت احتمالية استمراره، قلت قيمته للشك في احتمالية بقاء الشروط، فما بالك بدولة كاملة لها من المستجدات ما زاد لم ينقص. إن كل دولة منسجمة إلى حد ما تأسست بأسلوب طبيعي يجب أن تقرر لنفسها كيف تنمو، و إلا قرر لها المهاجرون إليها طبيعة جديدة

و نحن دولة محاطة بالبترول، فالتوسع الأفقي سوف يقف إلى حد معين حيث تحدنا الحقول النفطية. و نحن أيضا دولة ساحلية ذات أرض صحراوية لا تعطي أساسا قويا لمباني عالية كما هي الحال في الصين مثلا، إن قوانين البناء لم تعد تعير اهتماما للمستقبل الحضري، فقانون البناء ليس أرقاما تُحسب، و إنما استراتيجيات تُدرس على مدى زمني طويل. إن المسئول عن التكوين الحضري كالمسئول عن التعليم، حيث يكون الخلط بين الطبيعة الإنسانية و نقاط اختلافها و تكيفها مع البيئة، و بين الخضوع لأحكام معينة لغرض الإنسجام العام

و لكن بعد شرحي لاختلاف مستوى الأرض عما كان بالسابق لذلك الزائر أبيّن أن هناك قرار صائب وحيد جعلنا نستدل على منسوب الأرض كمقياس، و هي المساجد، حيث أنها لم تهدم و ظلّت على مستواها مذ شُيّدت -و لهذا تُعالَج مساجد مدينة الكويت القريبة من الشاطئ غالبا بدرج يصلها بالمستوى الأرضي الحالي-. أن هذه الملاحظة حساسة جدا رغم بساطتها، فما "كان" سيضاف إليه دائما ما هو "كائن" و أي إضافة سواء لمبنى، أو مدينة أو حتى إنسان تُغير منه لشخص جديد متى حلّت الاستجابة

7 comments:

iDip said...

موضوع روعة

استفدت منه كثيرا
خاصة الشعر الذي وثق تلك المرحلة

شكرا
:)

Deema said...

iDip,

هالشعر ظل عندي قريب السنتين
لين قدرت أستوعب قدرا معقولا من التصور لموضعها التاريخي

عفواً
:D

Manal said...

صباح الخيرات

موضوع جميل

وسرد رائع

:)

الله يعين الديرة

انا من اكثر الناس اسفا على البيان القديم الاثري الذي بات من الماضي ولا يذكر الا بالرسوم او ما التقط من صور قديمة

للاسف
كل شيء قديم بات تحت التراب
لا تاريخ ولا شيء من قديم الزمان
والسبب العمران والاقتصاد

للاسف


تحياتي
:)

Safeed said...

قبل عدة سنوات نشرت جريدة الوطن بعض المخططات المدفونة التي كانت معدة للعاصمة و كتب تعليقا عليها إن لم أخطئ عبد الله خلف .. كانت المخططات من اعداد شركات ألمانية و بريطانية و غيرها كلها قدمت تصورات لشكل العاصمة و لكن معظمهم اتفق على صنع الخلجان و صنع مناطق سكنية نموذجية حولها
سواء على طريقة الريف الإنجليزي ( الذي كان الاختيار سينصب عليه بحسب قول عبد الله خلف ) او على احدى الطرق الاخرى المقدمة
ظلت هذه الدراسات و المخططات حبيسة الادراج حتى اخذتها دبي و صنعت الخور و بدات بالتخطيط المعماري
بينما وقفت الكويت على حالها .. بيتنا في شرق ثمن و اليوم مكانه تقبع محطة باصات في العاصمة !و يحيط بها الوافدون كانها محطة في دلهي أو بنغالور

التطور السريع على المستوى العمراني و السياسي لم يكن مع تطور اجتماعي يهضمه ، الأشعار المذكورة تبين أن ذهنية عصور النقعة و البحر و الفرجان المتكاتفة و الازقة الضيقة بمعنى ذهنية " قرية الكويت " لا " دولة الكويت " هي المسيطرة ، هذا الشيء بالإضافة للصراعات التي حدثت بين النخبة التي تشربت قيم المدنية بسبب اسفارها و دراستها و احتكاكها بالطبقات النخبوية في البلدان الاخرى و صراعها ضد الحكم في الكويت أدى إلى تعطيل كبير في عجلة التنمية و العمران و التطور
أصبح هم النظام أن يوجد كينونات شعبية مصطفة معه في المجلس يجابه بها أولئك التقدميون فانتقل الصراع الى صراع فيلة في الغاب على حساب الدولة و الشعب
سيما بما جره من آثار سلبية في ازمات التزوير و التجنيس و الحلول غير الدستورية و المجابهات الامنية و غيرها

الكويت كانت و لا زالت ضحية تصارع ثقافتين

يمكن أن يسال سائل : لماذا دبي لا تعاني هذا الشيء ؟

الواقع أن الدول الديكتاتورية تكون خاضعة لرأي رئيسها الأوحد منه تستمد بقائها فإذا ذهب دون خليفة يماثله تفرقت و تضعضعت تلك الدولة ، فثقافته هي السائدة .. نحن في الكويت تعودنا على المشاركة بالرأي ( ليست ديمقراطية كاملة .. و لكنها مشاركة ، أو افصاح عن الآراء ) هذا ما أدى إلى التصادم لأنه كبح لجام الديكتاتورية في الكويت

الكويت من بلدان العالم القليلة التي لا تملك مسمى منفصل للعاصمة و الادهى لا تملك شيئا يعبر عن هوية العاصمة الخالية من السكان .. كل شيء بني بحسب ما وفرته السياسة من انفراجات و على رؤى شخصية للملاك و لم يبنى على تخطيط كما تفضلتم

اعتذر عن الإطالة
و شكرا على الموضوع

Deema said...

Manal

أهلا و سهلا

لا نريد الا تقييم جيد للقرارات
يجمع بنود الحياة جميعا

و شكرا لمرورك

Deema said...

سفيد

أنا أؤمن أن الكويت تعاني من ديموقراطية زائدة، و كما تفضلت ان القرارات في دبي سببها القرار الواحد

و لكن للتقليل من وقع القرار يجب علينا اللجوء للعلم بالشيء و المنطق السليم في التقييم

فقرار تغيير مدينة لا يجب أن يكون قرارا واحدا و انما مجموعة قرارات تدريجية، و ربما تجارب و دراسات، فحياتنا لا تعكس ما بجيوبنا من مال بقدر ما نعيش من بيئة

شكرا على التعليق القيم، و على مرورك الطيب

ZooZ "3grbgr" said...

أعجبني التسلسل التاريخي في المقال

قرأته جيداً

وكم أتمنى أن يدعم بمقال يبين توقعاتك لكويت المستقبل

ولو قدر لك وضع خطة بها تغيير معماري للكويت .. ماذا ستكون؟؟

طبعاً لأنج مهندسة قلت جذي

:")