Friday 12 February 2010

بعض يوم

مريضة صار لي يومين و حالتي تصعب على الغلبان. البارحة غمضت عيوني و غمض معها أنفي و أذناي. و عندما استيقظت صباحاً أصبح لزاماً أن أزور الطبيب الذي لا أحب الإثقال عليه إلا إذا انكسرت إحدى عظامي أو وقعت مغشياً عليّ. قادت بي السيارة ذاهبات إلى المستوصف و دخلت معنا امرأة تلبس عباة على دراعتها الكركمية و نظارة على وجهها الأسمر و طلاء أحمر على أظافرها التركيب. و تمشي خلفها خادمتها الهندية التي تلبس مريولاً "مبَكَّر" مع سترة كحلية و حجاب ترابي اللون بنقشة بنية على أطرافه. كنا نتناقش حول أسلوب الزبالين في لبس الكوفية عندما دخلنا المستوصف و هناك عند الكاتبات كان يقف رجل يلبس الچريمبه عند أحدى الموظفات يستفسر عن أمر ما

- دائما أرى مشهد الشايب يستفسر عند أي مكان للاستفسار أو ينتظر في كل مكان انتظار أو يسأل الحارس لأنه يقف لتوجيه السائلين
- ربما لا يشتهي الرجل أن يتحدث إلا في نهاية حياته

دخلت على الدكتورة، فسألتني
-أنتِ ديمة؟
-نعم
-كنتِ سمينة و نحفتِ؟
- (في استغراب) لا فيني فلونزا*

كانت تقرأ في ملفي القديم و أذكر أن كانت آخر توصيات للدكتور هي بالتغذية السليمة بسبب انتهاء فترة تناول الدواء لعلاج الأنيميا. كشفت عليّ و وصفت لي قطرة للأنف و قطرة للأذن و حبة للعضلات و حبة للنوم و خرجت منها حائزة على الجوائز الأربع المذكورة

في السيارة طلبت من أختي أن نشتري چباتي (نوع خبز)، فذهبنا إلى جمعية القادسية و إذا بكشك الچباتي أكثر مناطق الجمعية ازدحاماً وقفت خلف السيدتين أمام النافذة المخصصة للسيدات

-أنا كذا مرة أقول لك بالخضرة و البطاط قلل الملح
و كان رده عليها أن مدّ يده إلي لاستلام المائة و خمسين فلساً حق الچباتي بالجبن "جلاس" كما هو معلق على نافذة المحل. كنت ألبس كنزة بنية فضفاضة و تنورة جينز، و شال رمادي حول رقبتي و أمسك حقيبة مربعة، وقفت أختي تنتظرني من بعيد و كانت عليها ملابس رياضة لكي تمشي بعد قليل على شاطئ الشويخ

- أحس من لا يعرفك من الناس يحسبك متنكرة
- كيف؟
- شكلك كأنك كنتِ مثلنا لكن تنكرتِ

سكتُ عنها، فسألتني و نحن في الطريق إلى الشاطئ

- سأمشي قرابة الساعة، هل تستطيعين الجلوس و الانتظار ساعة؟-

جاوبتها بالموافقة و وصلنا ذهبت تمشي و جلست على الثيّل المختلط بقشور الحَبّ متمتعة بجمال الجو و مدللة نفسي بالجوائز الأربع الذي أعطاني إياها الصيدلاني الطيب. هناك استلقيت و أرحت جسدي على التل الأخضر، هنا أب هندي يعلّم إبنه لعبة الغولف و هناك عند البحر انحشرت عائلة هندية من أب و أم و ثلاثة أولاد على كرسي الاستراحة المقابل للمدى البحري

و ظللت مستلقية هناك أراقب ناقلة البضائع العظيمة و سفينتان صغيرتان تستقبلانها من الميناء و كأنهما طفلتان تلعبان حول أمهما في الجمعية. غفوت لحظات ثم اعتدلت بعد صياح الطفل بجانبي، حتى رأيتها عائدة ركضاً إليّ و رجعنا إلى البيت

*انفلونزا بالكويتي

13 comments:

قرمت said...

سلامات ما تشوفين شر إن شاء الله

أعذريني إن لم أتمكن من السيطرة على نفسي من التهكم لبعض التصرفات " الأنثروبيلوجية " الكويتية، المتعلقة في ارتداء النظارات الشمسية في الأماكن المغلقة، وفي استطلاع ميداني برفقة أحد الأصدقاء في إحدى المجمعات التجارية، وصلت الأرقام إلى ٥٠ شخصا قرروا ارتداء نظاراتهم الشمسية في مجمع لا تشرق ولا تغرب فيه الشمس.

أما بخصوص الشايب أحبهم و أحب سوالفهم، ولكني لاحظت أنهم يحبون يستفسرون في كل شيء و في كل مرة ، يبون السوالف بيني و بينج و أنا أحب هالشيء، الاحتكاك معاهم له مذاق خاص

منظر التجمع العائلي في مكان واحد جميل جدا، ولكن يبقى الأمل في التحضر، أن يلم أو ينظف المكان قبل مغادرته، ولكن " الكسل " لا عب دوره مع الجميع، حتى أصبح الوافدون الملتزمون عادة بالقوانين يكسرونها قبلنا.

الأمل بالله كبير

الجو المتقلب أحد مسببات المرض، أسعار الليمون ضاربة على العالي هالأيام
:)

Someday said...

salamaat ya el'3alyah
ma etshoofeen shar
hope you get well soooon :*

Deema said...

مسيكينة ترى المرة ظلمتها هي كانت قاعدة تدخل يعني كانت لابستها في المكان الصح

شكراً، هالايام موسم البو صرّة

:)

Seema* said...

أجر وعافية ديمة! :)

Awakenings said...

Salamat ma etshoofeen shar

i always thought being ill,has its advantages as much as it slows us down, it enhances our observations of what is around us.. the slightest of details gets magnified. It makes us appreciate what we have too.

somehow i dont think going to the beach for an hour and getting a chabaty is a wise thing straight from the doctor's office.. otherwise, this illness is closer to (dala3 banat) :)

yegooloon.. best remedy is rest, rest and more rest then warm drinks, Vitamin C and honey!

Deema said...

come on awakening!

i spent the rest of the day at home and the day before too, the reason why i wrote this piece is that it is my glimpse to life after two days in bed! not a dala3 at all ;p

and you're right about the rest.. [the first paragraph]

resting..

Mohammad Al-Yousifi said...

كان يبيله جكن فيليه بالبوري من نايف مع الجباتي

خاربة خاربة

:)

ما تشوفين شر

Moos the Monk said...

Salamat... or Zalamat...
I don't go to the mostaw9ef unless I'm really really sick... physically of course...
w killa minnich I want to go get myself some chabati now! :-D
In the UAE they call chabati 'barata', which I think is the right name...

Deema said...

moos,

barata is a bit thicker while chabati is thinner_ naan is similar to il5ubiz il5ameer.

Reemy said...

Salamat Deemz,
I'm craving chabati now :(
:*

Touché said...

Get well soon, 4 meds with some rest and you are good as new :)

When we are sick "in moderate levels", we retract to our shell and tend to see things more clearly, as we somehow become more serene and calm to observe the surroundings with all that used to fill our mind is taking a sick leave.

It's ironic that in sickness exists some refreshing moments.

Fahad Al Askr said...

حبيت الفلونزا

قاعد تهذرين وإنتي ما تدرين

بس وايد هنود بالبوست

حسيتج مريضة يوم اليمعة على دوار شيراتون يم الكنيسة

ما تشوفين شر

Deema said...

Reemy,

thanks dear ;*

-

Touché,

I'm always fascinated about the natural arrangements of a single day, and how this particular sequence may stimulate another happening, or a new idea .. makes you wonder even_or especially in sickness..
Thanks!

-

Fahad,

واعليه دوار الشيراتون حوطوه و بنوا يم السور سور يسنده. بس انت ما رحت بعيد، شاطئ الشويخ ما باعد عن الكنيسة

الشر ما اييك