Monday 26 April 2010

أشكال سطح الصمت

و الآن .. بعد زوال كل وسيلة للقرب أستطيع أن أدرس أشكال سطح الصمت. يقال أن أفضل بنّاء للمعبد هو أكثر العباد تجربة للخطيئة. و يقال أيضاً أن المعبد لما بُني تحول التكرار من التجول إلى الاستقرار و من الإدراك المتجدد إلى الإدراك الرتيب. لماذا ما زلت أكتب؟ و ما هذا الإيمان العظيم؟ أهو إيمان المخطئين؟ أم التباس مع أن التباساتي دليلي. إن كلماتي هنا لا تريد شيئاً، هي صلوات تريد المباركة.

هذه أيام غدا البعد فيها شيئاً لا علاقة. فما زالت اللقاءات تؤدى و تعاد في أماكنها، حالها كحال المزارات. ثقل أمره على نفسي حتى أنني بت أتمنى قبل النوم ألا أصحو، فبي من الهم ما يدعسني بين شقوق الأرض لتسدها عليّ و أنتهي. لم أطلب الموت قط بقدر أيامي هذه. أريد أن أعلن خيانتي لكل من حولي متى يا ترى تبدأ الحرب فأنا الخائنة منذ مدة أرسلوني لتقصي أخبار ما قبل الطبيعة. أنا خائنة فابدئي يا حرب ابدئيني.

أي طاقة هذي التي تحث دمي على جريانه الأبدي؟ خواطري تتكسر، و هي أجنحتي التي كنت أطير بها و سلالمي التي أواصل بها سلاسل الحلم و الواقع. أحيانا أستغرب ما يحصل لكونه أبعد ما يكون عن الإنسانية، و لكن بعد دقيقتين أظنه -أي ما يحصل- في صلب الإنسانية. فمن الإنسانية أن يترك الأب ولده، و من الإنسانية أن يخون الجندي بلده، و يكذب الزوج على زوجه.. نعم كلها صفات إنسانية.. أشكرنا على إنسانيتنا.

ماذا أحببتُ إذاً من الدنيا و ماذا يسرني؟.. أحب من الدنيا البحر في كل ألوانه و درجات حرارته.. أحب صناعة الورق، أحب رائحة الحبر، أحب السماء، و فرضية الحركة و السكون، أحب الابتسام على غفلة من نفسي، أحب الهواء؛ زائر جوفي المعتاد.. و أحب إغفاءة ما قبل المساء.. أحب القهوة العربية مع أني لم أشربها قط في مكان أحبه، أحب فراشي الحاني.. أحياناً.. أحب يداي و عيناي، أحب والداي، أحب الحب، أحبه كطفلة لا تواري الشغف أحبه كالنهر، كالنور في صورة جميلة، كالمرض القديم الذي لا شفاء منه. أحب صوته و عينه التي لا تنام ليلاً، و أبحث عنها في عيون الناس

ماذا بعد؟.. كانت المسافة ناصحتي و لكني ما عدت أسمعها، فقد تخاصمنا.. نعم أكرهها و أكره كل مرادفاتها. لم لا نعيش في سلام! لماذا العقاب؟ العقاب و ما يفعل بي، يغمض عينيه ثم يأخذ سكيناً يزخرف بها وجهي ثم يسلخ جلدي بعشوائية الأعمى ثم يرميني بالبحر و ينهشني القرش الذي دائماً ما أحلم به.. و لكنه قبل ذلك يأخذ قلبي و يضعه ينبض في متحف علمي، لكي يخلد عذابه، كل هذا قبل أن يعاقبني أحد

6 comments:

الزين said...

مادري شنو اعلق

كل فقره لها احساس مختلف عندي

بروح اقرا مرة ثانية

ولي عودة


عندي سؤال قبل لا امشي
ساعات لا مو ساعات غالبا اللي نكتبه يكون انعاس لحالة نعيشها حاليا


سؤالي هو

انتي زينه؟؟

Someday said...

I’d immerse myself completely in the pool of sorrow
going through the entire phase, as everything here is round the circle must be completed, without deviations or what’s so called attempts to break it, once it’s enclosed all distress will seep through leaving an empty land for fresh new cultivations
when you reach the edge of darkness, that’s when you sense the faintest of light
may the heart of yours be blessed

Mohammad Al-Yousifi said...

ما ودي ازعلج

بس هالمرة قمت اشك انج كاتبته

قمت اخاف منج

Mohammad Al-Yousifi said...

وايد صعب وحدة بعمرج تكتب الفقرة الاولى



عقدتيني

الزين said...

صمت واسطح
.
عابد وخطيئة
.
تجول ورتابه
.
ادراك واستقرار
.
مزارات
.
نوم وصحوة
.
استعجال للموت
.
طاقة وانكسار
.
حلم وواقع
.
هجر
.
خيانة
.
كذب
.
وانسانية
.
بحر
.
الوان
.
حرارة
.
صناعة
.
حركة
.
ابتسامه
.
الحان
.
وحب
حب
حب

لتصلين للخلود

نص مليء بمتناقضات الحياة اجمع
يحيى
ويميت
يغفو ويصحو
يحب ويكره

سبحان الله
كيف يجتمع كل هذا في كيان صغير
معارك وزوابع
لنستقر بالنهاية على احدهما

نصج لخبطني

Deema said...

الزين

أنا زينة

و الأحوال الإنسانية لا تبعد عن الأحوال الكونية، فكلنا خضوع لأنظمة العلاقة و النسبة

و لا أرى وجوب التباهي بعنصرنا الإنساني لتوافر العقل فينا، فأنا لا أستغرب اجتماع كل هذي الصفات بالإنسان بقدر ما أتعجب من اجتماعهم في لحظة واحدة

شكراً

-

someday,

It will be a luxury to understand our location -whether on an edge or a plain-

-

ma6goog,

و الله حتى أنا مادري

بس إذا إنت مركز على الفقرة الأولى فأنا قلت إن "يقال" و يقال الأولى مرت علي أثناء دراستي في الجامعة، و للأمانة بحثت في الكتاب لكن لم أجد النص بالضبط
ربما هنا
http://books.google.com/books?id=kXa5xjnHB5QC&lpg=PP1&dq=theorizing%20a%20new%20agenda%20for%20architecture&as_brr=3&pg=PA400#v=snippet&q=louis%20khan&f=false
و يقال الثانية هي نظرة شمولية لفقرة قرأتها لي صديقتي بالهاتف بينما كنت أتمشى بالسيارة، و كان نص لابراهيم الكوني و لا أذكر ما الكتاب

أعتقد راح تشك أكثر إذا عرفتني أكثر فأنا في الشفاهة الاجتماعية صفر، و صديقتي لا تنفك تقول لي أنها متأكدة من اختباء شخص في بيتنا يكتب لي مواضيعي

عموماً أنا أفضل الشك على اليقين في حالة القراءة

شكراً
your comment is a reality check to me :-)