Sunday 20 October 2013

زوايا الرقبة

اليوم وضعت يدي في جيبي، فأحضرتني إلى الشعور الأول لذلك الفعل و نحن أطفال، فالأمور التي تثيرنا في طفولتنا مهمة. وضعتها في جيبي لفترة محددة؛ زمن تظهير فعالها، الزمن الكافي للأداء اليدوي. 

أنا بخير، أهلاً، أنا بخير، في أحسن حال، زينة، بخير، طيبة، الحمدلله، أنا بخير، مصافحة، سلام، مصالحة، سلام، تلويح، أنا بخير. 

الجهد المبذول في تطمين الناس على حياتي، يزرع في المقابل خوفًا ثقيلاً يجعلني أتصلب في مكاني. 

اليوم جمعت أعضائي؛ مكينة خياطة، ثلاجة، مكتبة، فرن، أبجورة، و الكثير من الأسلاك الكهربائية. 

Tuesday 1 October 2013

بداية أكتوبر



بداية القصة مكان مطلق و نهايتها زمان مطلق، نتغير سلوكيًا مع المكان و بيولوجيًا مع الزمان، نولد لأنه الوقت الطبيعي للولادة، و نبدأ بالمشي لأنه الوقت الطبيعي للمشي. و المكان يفضي إلينا بكيفيات التصرف. فمتى يكون الاختيار؟ و هل دافعه وهم؟ حدس؟ خيال؟ معيار سليم بالنسبة لنا، أم هي الرغبة الصرفة؟

اختيارات الإنسان في الحياة هي التي تغير المجتمع و عندما يرغب الإنسان بالتجرد من نمط سائد فإنه يصبح طوع لذته، أينما وجد اللذة في شيء ذهب مذهبه، أو قاومه أشد مقاومة. فاللذة هي المادة الأساسية للانتخاب الأخلاقي، لكن الكثير يطلبها كما الغاية أو يتعوذ منها كإبليس، لأن اللذة مؤلمة، ترى بها نفسك الحقيرة بكامل صراحتها، كالوقوع في الحب، كالولادة بلا مخدر، كالعري في مكان عام، كالخيبة التامة بلا مسكر. لكنها حتمًا ليست حقيقة تامة

اللذة هي محطة انتقال الأبعاد، الأبعاد التي هي أصل الأخلاق، و عندما تختار فإنك تحمل قلبك بقدر ما يحتمل العضل لذلك الشعور  بين النشوة و الألم، بين بعد و آخر، و الذي تتذبذب و ترتجف به قيمة كل شيء. ربما هنا تكمن العلاقة بين آدم الذي علمه الله الأسماء كلها، و بين حي بن يقظان الذي علمه الحيوان السلوك كله، لا أدري.

  المواجهة، المباشرة، أو المناظرة  بين شخصين هي من تجارب اللذة الصعبة، حيث لا تدري إن كان الآخر ما تواجه أم نفسك، هل هو الآخر ما تواجه أم صورة رسمتها عنه؟ إنك لن تجد جوابًا لهذه الأسئلة، لكنك تدرك قيمتها  و جدواها حال خوضها،   بعض العلاقات تسمو بك إلى نفسك، و بعضها للآخر، و منها ما تسمو بك لأبعاد أخرى، و احتمالات و أحلام

نحب تشخيص العلاقات بكل ما أوتينا من الاستعارات المكنية، و تظل الاستعارات تتحول على مر الزمن، أو ربما تنفد، أما العلاقة المطلقة فليس لها تفسير لغوي أو فعلي، ليس لها أعصاب زمانية أو مكانية، هي توجه كامل لا يحتمل الشك، لا أفهم ذلك.