Tuesday 29 December 2009

|Tæ'boõq| طابوق

This exhibition was held on the 1st and 2nd of December '09 when it traveled from Derwazat Abdulrazzaq pedestrian subway to Safat Square at Kuwait City. it is a photography exhibition that acts as an observational phase of a further architectural study on placement and displacement thus evaluating facades patterns designed during the 1960s to anticipate visions on urban planning.

The exhibition will be held at sultan gallery on Tuesday 5th of Jan 2010 at 7pm. It will showcase the photographs along with videos of the two days exhibition in Kuwait city.

Hope to see you there!


Monday 28 December 2009

فقط

هناك فرق بين حرية الرأي، و قبوله، و استخلاص القيم، و الارتقاء بالذوق العام

و هناك فرق بين غضب الشعب على الحكومة، و غضب الشعب على نفسه

Saturday 26 December 2009

الُمحْدَثَة

إن الفتوى الدائمة في السعودية شرحت حديث الرسول -صلى الله عليه و سلم- "كل مُحْدَثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار" بأن قسمتها بدعةً دينية و هي إحداث عبادة لم يشرعها الله سبحانه غير ما أمر الله به و هي التي تراد في الحديث المذكور، و بدعة دنيوية و التي يغلب فيها جانب المصلحة على المفسدة و إلا فهي ممنوعة

و لكن لنفرض أن الحياة لا تنقسم لدين و دنيا فكيف لنا أن نفهم هذا الحديث من بُعد آخر، أو بالأحرى البُعد "الكلّي" كما أورد النص؟

لننظر إلى المُحْدَثة بما أنها النقطة التي أقيم عليها الحديث. فالمُحْدَثة -فيما أرى- حدثٌ لا أساس له أو تاريخ أو سبب، مبني على العدم فهو رهن الخيال. و إني أرى أن كل أمر علمياً كان أو دينياً مبنياً فقط على الخيال أمرٌ مبتدعٌ فعلًا و لا يقودنا إلا إلى الضلال أو لنقل الشك، و الضلال في منطق العموم خطأ حتى يستند لبرهان يؤكد صحته، و كما نعلم جميعاً أن الجنة و النار في الدين كالعبارة الصحيحة و الخاطئة في المنطق. فأستنتج من ذلك أن الحديث منطقي و كامل بذاته و لا يتضمن فيه أمرٌ بفعل أو نهيٌ عن فعل و إنما تصنيفٌ لأمر لا يقام على برهان. فمدلول النار هنا لا يرجع للمسافة (الأمر بالابتعاد) و إنما يرجع لنظير المدلول (النار و الجنة)، و قد نقلت من المحاضرة الأخيرة في دار الآثار الإسلامية عن ابن سينا في كتابه الشفاء أنه قال

و أن هذا الشر الجزئي الموجود هو خير لأنه موجود من سبب خير في نفسه حقيقي كلّي فلا يكون إذاً شرّاً

و على ذلك فإنني أعتقد أن العلم و الدين يلتقيان في الكلّيات و ينفصلان في الجزئيات و التفاصيل. و لو كان حديث الرسول عن المُحدَثة أمر جزئي لفصّل فيه كما فصّل في أمور أخرى، و على هذا أيضاً يجب أن نُقِر بأن لا يمكن الفصل بين العلوم و الشعائر على أساس التاريخ الزمني فكل علم مبني على ما سبقه و منوطٌ بما سيأتي بعده و متعلّق بما يعاصره من علوم و تجارب و أحداث

Sunday 20 December 2009

ديسمبر ٢٠٠٩


ديسمبر ٢٠٠٥
ديسمبر ٢٠٠٦
ديسمبر ٢٠٠٧
ديسمبر ٢٠٠٨

١
كأنه لحنٌ في السّرِّ مُطْلِعه، يَنْظُمُ فيه حيناً و حيناً يكرّره
خاطت يداه و الأوتار مَنْسَجُه، يَحْكُم في كثافة المنسوج حُكْمًا يبدده
نحى الليل عن نديم السماء مُعْرِضُه، لصوتٍ يتزوج النور في لحظٍ يشتته

٢
في ديسمبر ٢٠٠٩ صار للكلمات عمرٌ أطول من الذي خلقتها لتعيشه فيستمر اللقاء بعد رحيلنا، و يستمر الحديث و الطاولة خالية

Thursday 10 December 2009

تصبح على منفى

نلبس كل يوم أجساما على أجسامنا
و نرسل أشياءنا إلى أشيائنا
نقف
ثم نجلس على أرضٍ، أحيانا تكون لنا
و نحاكي مقامات الكلام
حتى نثمل
يروي لنا و لا يروينا
فلا ننبت أبدا
لأننا مؤمنون
عيوننا رحيل
إيابها النداء
و ثغرنا الصبور، تَذاكر الشفاه
نحن لا نثور
نحن لا ننتمي
و عندما لا ينادونا
نروي
نروي
أروي
ثم أبتسم

Monday 7 December 2009

اعتصام ضد أي اعتصام



لم أحضر يوما أي اعتصام، و لم أدرِ لماذا. ربما لأنه لم يأتِني الشعور بأن الكبت أو القمع أو الاضطهاد هي مشاعر يجب محاربتها بذات المشاعر. كنت أعتقد إنها مدركات نفسية متأصلة فينا، فلا نستطيع أن نقمع القمع أو نضطهد الاضطهاد

إلى أن سمعت عن اعتصام اليوم للمطالبة بوجوب إلغاء سرية الجلسة الاستجوابية لرئيس مجلس الوزراء. و تذكرت ما قرأت في الآونة الأخيرة عن نظام الحكم الشمولي و الذي فيه الحكومة تتدخل في أمور الشعب كافة. فأدركت أن نظام الحكم الشمولي مطبق في بلدنا على الحكومة من قِبَل الشعب، و فيه يتدخل الشعب في أمور الحكومة كافة

ثم و لأني لا أفقه شيئا في السياسة، بحثت في المعجم عن أصل كلمة ديمُقراطية، فوجدت أنه مفهوم ظهر من الثورة الفرنسية اعتراضا على مفهوم الأرستقراطية، بحثتُ عن أصل المفهوم الأخير فوجدتُ أنه مركب من كلمتان "أرستُ" و تعني الأفضل و "قراطية" و تعني القوة أي القوة الأفضل أو الأمثل، و عندما بحثت عن أصل "ديمُ" اللاتيني فوجدتُ أنها تعني إزالة فهي مدمجة مع "قراطية" تعطي معنى تفكيك القوة و هو تعبير هدمي مرغوب لإعادة البناء

عندما أصبحت الديمُقراطية نظاما صار رد فعل الشعب مماثلا لنمط الحاكم و لكن بصورة مفككة (يظنها البعض عشوائية و لا أراها كذلك). و على ذلك فأنا لا أريد أن أرى الديمُقراطية بقدر ما أود أن أرى تكامل الديمُقراطية، لأن الفرق بين النظامين الأرستقراطي و الديمُقراطي هو أن الأصل في الأول هو الكمال (الطبقة الأمثل للحكم) ثم يأتي التفكك (الشعب) في طبقة أخرى و لكن الأصل في الثاني هو التفكك (الشعب) و قدرته أو رغبته في التكامل (و ليس الكمال) و هو ما أؤمن به كنظام إن تحقق، شرط الرغبة في التكامل مع قابلية التفكيك. و لا ينجح في تطبيق هذا إلا شعب مرن واعٍ للتأثيرات التي تحتم إعادة تشكيله

Saturday 5 December 2009

أساطير بيتنا

١
لقد تحولت جغرافية أراضي المنزل عما كانت عليه في طفولتي، فقد كانت الأراضي في الطابق الأرضي صحراء و الأراضي في الطابق الأول سهول خضراء و كان البحر حيث غرفة والدَيّ، أما بعد زواج أختي الكبرى تحول الطابق الأرضي إلى رخام و تعرت السهول من خضرتها فصارت أرضا خصبة غير مزروعة، و بعد زواج أخي أغلق باب دار الألعاب

٢
دار الألعاب كانت منفانا في الطفولة، و كانت كثيرة الترحال فظلت في الغرفة التي صارت لي بعد أن وُلدت و كانت من المناطق السهلية الخضراء، ثم تغيرت بعد وفاة عمة والدي إلى دارها في الأسفل حيث الصحراء. و لكن بعد الغزو تحول المكان إلى حديقة غناء و سميت هذه الغرفة بالدار الخضراء، و رجعت على ذلك دار الألعاب إلى السهول في دار كانت مكتبة. و إنا فيها كنا نبني مدنا من الوسائد، و إن الزمن كان يمضي بها متى شئنا فيحين الليل عندما نطفئ الأنوار و نصحو عندما أصيح كالديك. أنواعنا و أجناسنا فيها لم تكن معروفة فتارة نكون حصنا و تارة خرافا، و أحيانا نقترب عمرا من اللحد و أحيانا نرجع إلى المهد، و كثيرا ما ندّعي الموت

٣
إن الليل في بيتنا ارتبط بماضي مدينتنا في عيون والدي، فدائما ما يحلو له الحديث عن طفولته قُبيل نومنا. يحكي وكأنه جاء من مكان آخر ثم يرينا في أيام العطلة إشارة ضوئية في الديرة و يقول أن هنا كان منزلنا. و من القصص المتداولة هي ارتباط العائلة بسخلة لم نرها قط تُدعى نجمة و لقد كان يضرب بها المثل في الوفاء حيث لم ترض بأن تُباع لغير مالكها و ساعات نتساءل قبل النوم إذا كنا سخولا قبل أن نكون أناسًا ثم نعترض و نقول بأصل آخر نفتعله من ارتباطنا العاطفي بأحد الحيوانات

٤
بيتنا بلد المهجر للعديد من الكتب حتى تكونت مدينة كاملة من مهاجرين جاءوا من كل مكان. هم يتنقلون و يترحلون من دار إلى دار عبر الأيادي و مع الأفكار و الأعمار. تصنيفهم يكون مع موجات الاهتمام أيًا كانت اللغة و أياً كانت المفارقات و العلاقات فترى كتاب ألف ليلة و ليلة بجانب كتاب المناظر لإبن الهيثم، هناك ٥ مناطق للكتب ترجع إليها متى ملت الوصل

٥
لقد حصل في أيام مضت أنْ عندما أجلس في أحد الدور تنطفئ الكهرباء، ثم يصدر صوت يقول أنه الشبح الأكبر و يريد أن يأكلني، و عندما سألت والدي عنه قال لي أننا سنذهب إلى مقره الكائن في دار الأكل المخصصة للضيوف و سنناديه حتى يحضر. ثم إننا ذهبنا و أطفأنا الأنوار ثم طفنا حول الطاولة ثلاث مرات حتى انتفض الظلام و طلب منا والدي أن نبحث عن الشبح ففعلنا و وجدنا الحلوى في كل مكان

٦
كانت أسطورة التلفزيون في البداية ناشئة عن مسرح العرائس و الذي سببه وجود العديد من العرائس لدينا في دار الألعاب و يرافقها عرض برنامج إفتح يا سمسم و لطالما تمنينا فتح صندوق الرائي لنرى ما به. ثم قيل لنا أنه سحر عارضين لنا أغنية صندوق الدنيا و كنت أرى أن الرسوم المتحركة أكثر واقعيةً من الأفلام لأننا نستطيع أن نعرف أنها رسومات تتكرر و تتغير حتى تتحرك و لكن كيفية وضع شخص داخل صندوق هي التي كانت في علم الغيب. و مع الاعتياد على الصور الدخيلة من العالم الآخر إلى بيتنا عبر شاشات ضوئية صار هناك مواعيد للمشاهدة و قواعد للجلوس أمام الشاشة و قوانين عمرية و وقتية و مكانية و بصرية لمن يريد أن يشاهد، أحيانا أرى من وراء يدي أختي و أحيانا أغلق الباب لأشاهد، و أحيانا أجلس على الأرض و أخرى على الكرسي المفضل لدى الجميع و من إحدى غرائب هذه الأسطورة هي أنك إذا مررت بين جهاز التحكم عن بعد و التلفزيون أثناء تغيير القناة فستتحول حتما إلى صرصار

Thursday 26 November 2009

1960 كويت







a discussion went on about architecture in Kuwait during the 60s between me and Muhannad al-baqshi an architect preparing his phD on architectural history and theory at IIT Chicago, and we thought of making it public, please join in:

Mu: how r u!?

me: i'm fine, i am working now on the text for the exhibition that's all

Mu: fill me in thats important and exciting :)

me: yeah at first i thought the intro to the exhibition should explain more about the buildings of the 60s historically but i thought i should preserve this to the next stage of the study i thought it should start a bit more theoretical as the photographs are real with more of a supposed understanding on the construction influence.

Mu: so its a photo exhibit ....

me: it is, but i better describe it as an observation phase

Mu: what photos...

me: 60s buildings facades in their recent condition

Mu: emmmmmmmmm me liky .. i want some for my next chapter :) write in the eyes of a kuwaiti who lived that time as a teenager..

me: yeaaah, i knowwww, i think it is abdullah ilotaibi, the poet..

Mu: a kuwait once said " going to the usa in 60s was not much of a culture shock Cuz kuwait was as advanced and modern "

me: bas the story is, i started backwards so i am observing with a foreigner's eyes the facades and start to understand their general influences o try to understand repetition in pattern and familiarity of place, and deterioration effect on the screens of the facades, and try to extract their new relations that they made out of time

Mu: yeah that sounds too theoretical for architecture :)

me: yeah i am sorry when i generalize it and sum it up it comes out this way.. but it is really really architectural, it is just needs a long time to explain that's why i am making the study on phases..

Mu: ok ... those building aside from their nostalgic meaning .. they were not of value architecturally .. don't you think so?

me: i understand your point, that's why i focused on their facades not on their spacial values. because their facades patterns produced lots of spacial understandings within their scale

Mu: but they represented something bigger than their own singular merit, they were social production of space .. thats what i believe ..

me: because of their problem in not being copied right as a form of modern architecture, it deteriorated as an image, not as a space ;p

Mu: i luv ur ideas though .. when where!!?

it will be on 1st and 2nd of december
the first day in durwazat abdulrazzaq pedestrian subway and the 2nd day at safat square, near fahad ilsalem st

Mu: super coooooool

me: :) now, for the next phase i will trace the old contractors i may find some who are still alive...hopefully. i wanna understand their context.

Mu: i got to c who designed them .. when in archive and u do have those drawings as well right !!?

me: yeah i have them, not all of them though, i think these informations will be more possible for the next phase i think for now i can provide more of a different eye to the buildings

Mu: well ... best of luck

me: a different critic than the classic not a good architectural example

Mu: i always trust u will do well

me: thanks :)

Mu: dont make the building sound sexy, cuz that would invite copies and we dont want copies of bad buildings.

me: lol, well but it really an eye of realization than an eye of beauty

Mu: yeah .. i believe that

me: i'm glad that i talked to you coz i am just starting to write, and i've been through all the preparations for the exhibition-stands, permissions, printing- and i am a bit mentally exhausted to form the writing structure

Mu: send me ur draft .. if u need some review :)

me: now i'll have a better move, ee walla i guess i will do that coz sometimes i seem like i talk in a foreign language

Mu: my next chapter is the buildings of 1960s صدفة

me: hehehe

Mu: :) its true

me: 9idfa in 1960s happen later, at first the buildings were more of سرعة
so facades construction were copies of images.. that's why i called them screens.

Mu: yeah .. how so?!?

me: like some buildings of frank lloyd wright, he made the ornamented bricks constructed as bricks while our buildings' textile bricks were constructed as skins stuck on the facades like shelves our bricks are not really structural bricks........i should put that to be politically correct....i feel i'm not explaining well..

Mu: aint that common of the construction of the time all over the world

me: at least at that time, in other parts of the world they were not constructing those fantasized images, ya3ni images of utopia

Mu: well .. i believe it was common in Mediterranean countries

me: yeah for sure, but that's the issue, the way arabic architects understood western architecture..

Mu: really .. kuwait wanted utopia!? i think they wanted the modern.

me: kuwait didn't want a particular architecture, it only want the new

Mu: for example .. drinking was common cuz it is modern as it were and the new = modernism

me: yeah, bas i didn't mean utopia as in the megastructure type

Mu: i know
if it utopic

me: i meant utopia as in an aspiration to a lifestyle that wasn't there

Mu: that would have had different image i believe
u mean a hetro-topia
cuz utopia mean ideal life

me: yes i think it is so

Mu: i dont think kuwaitis had a vision of an ideal life .. but they know exactly what they want .. and thats modernity

me: i cannot predict a lot of what kuwaitis wanted back then until i do my homework and ask enough people

Mu: all u see are signs of modernity which is so remote from the medieval existence of old kuwait

me: ee bas ilmushkila inna it was all done away from the common choice, and the buildings are not made by kuwaitis
that's why i cannot say that this is what kuwait wanted, kuwait just agreed, but not actually made.

Mu: read on utopian visions of british socialism and german nazi .. and their architecture.

me: kuwaitis did not do any conjunction from what they were to what they become unless with clothes.. :)

Wednesday 25 November 2009

الأربعاء

عندما يتحلى الحديد بحمرة الحياء من المطر

Saturday 21 November 2009

مطر ثم لؤلؤ

لقد كتبت سابقا عن أغنية لجاك بريل إسمها يأتي بمعنى لا ترحل عني كتبها و غناها عام ١٩٥٩. و كان موضع اهتمامي مقطعا يقول فيه

Moi je t'offrirai Des perles de pluie Venues de pays Où il ne pleut pas
سأهديك لؤلؤًا من مطر جلبته من ديار سماؤها لا تمطر



راجع الثانية ٤٩ في الأغنية

حاولت أن أفهم من هذا المقطع علاقة تاريخية، عرضت فيها أن اللؤلؤ كان أشهر أنواع الزينة بين القرن السابع و الثامن عشر للميلاد. و ظننت أنه من الممكن أن يكون هناك علاقة بين الديار التي لا تمطر سماؤها و أراضي شبه الجزيرة العربية الساحلية

و مرت الأيام منتهية بهذا اليوم الذي سألت فيه والدي عن كيفية ترجمة هذا الشطر من الأغنية، و لكن بينما كنت أحاول ترجمتها قاطعني قائلا بأن هذا الشطر يعبر عن أسطورة شائعة عن الأصل المائي للؤلؤ. ففتح من كتابه "كتاب اللؤلؤ" طبعة ١٩٩٨ على فصل أصل اللؤلؤ و قرأ لي في التذييل

في عام ١٨٤٨م أهديت "إليلينا بسكوبيا" من عائلة "كورادو" في فيينا قلادة على صورة لؤلؤة داخل محارة مفتوحة تستقبل قطرات من الندى، و نقش عليها عبارة بالندى النقي

Rote Divino

و قد قال بأن فكرة الأصل المائي تمثلت في اتجاهين:

-ما ذكره أرسطاطاليس من أن الدر يتكون نتيجة هيجان البحر المحيط، و يكون لأمواجه رشاش تلتقمه أصداف البحار المعروفة بوجود اللؤلؤ، ثم يحتضن الصدف تلك القطرات، و يستقبل بها الشمس عند شروقها و عند غروبها، حتى يتم نموها و تنعقد الدرة داخلها، و يكون حجمها تبعا لحجم القطرات التي التقمها الصدف

-أن الندى أو المطر حينما يقع على البحار في فصل الربيع تخرج الأصداف إلى سطح البحر و تتلقف قطرات المطر، ثم تنزل إلى قعر البحر حتى ينضج ذلك الماء و ينعقد درا صغيرا أو كبيرا بحسب صفاء القطرات و كبرها

....و يمكن القول أن السبب في شيوع الفكرة إن خيالات الشعراء و عباراتهم التي علقت بقلوب الناس هي التي أبقت على هذا التصور النقي و الطاهر لأصل اللؤلؤ رغم كونه أسطورة لا حقيقة لها


و طبعا بما أني ابنته التي تؤمن بأن الأسطورة حقيقة متى آمن بها الناس، سعدت كثيرا بما قرأ علي و أثرى به معاني أغنية جاك بريل، و لكن ما أنساني الأغنية هي قصيدة أردف بها شرحه للشاعر سعدي الشيرازي ١١٩٠-١٢٩١م في ديوان البستان ترجمها عمي يعقوب الغنيم يقول فيها

قطرة جاد بها ماء المطر، ساقها يومَ على الدنيا انهمر
سقطت من سحبه خائفة، و إلى الأمواج كان المنحدر
بسط البحر عليها سحره، إذ رأته هائلا ملء البصر
فتوالت عنده أحزانها، و توالت عندها شتى الفكر
حدثتها و هي خجلى نفسها، هل لمثلي عند هذا من أثر
أنا قد جئت إليه قطرة، و هو ذو شأن عظيم و خطر
و دنت منه فألقت نفسها، و هوت في اليم و هو المستقر
فاحتوتها عنده محّارة، غمرتها بحنان منتظر
و نمت في حضنها قطرتنا، فاستحالت درة تسبي النظر
أخذت شهرتها من صبرها، و من الرِّقة وافاها الظفر

و هذه القصيدة بالفارسي من باب التواضع في ديوان البستان:

باب چهارم در تواضع

حكايت در اين معنى
يكي قطره باران از ابري چكيد، خجل شد چو دريا بديد
كه جايى كه درياست من كيسم؟، گر او هست حقا كه من نيستم
چو خود را به چشم حقارت بديد، صدف در كنارش به جان پروريد
سپهرش به جايى رسانيد كار، كه شد نامور لل شاهوار
بلندى از آن يافت كو پست شد، در نيستى كوفت تا هست شد

and this is the same poem in English translated by Dr. Behrouz Homayoun Far from The Bustan of Sa'di concerning Humility

The Story of a Raindrop

A raindrop fell from a spring cloud, and, seeing the wide expanse of the sea, was shamed. "Where the sea is," it reflected, "where am I? Compared with that, forsooth, I am extinct."
While thus regarding itself with an eye of contempt, an oyster took it to its bosom, and Fate so shaped its course that eventually the raindrop became a famous royal pearl.
It was exalted, for it was humble. Knocking at the door of extinction, it became existent.


تذكرت بعد كل هذه الترابطات و العلاقات بين الخرافة و التاريخ و الحقيقة بيتا يتيما و أغلب الظن مكسورا كتبته و أنا في بداية مرحلة الثانوية
الديم ماء إن تهاوى في الثرى، و أنت لؤلؤٌ يسكن الماءَ




Saturday 14 November 2009

شف بليغ

بدأ هذا العام وقحا قبيحا. و مرّ بطيئا طويلا. تعلمت به علاقة المسافة بالزمن كما انفصلت فيه عن نفسي مرات عدة. و انشغلت به في العديد من المشاريع و التجارب. و لكن مع انتهاء الصيف بدأت رحمة تحفني و تمسك بيدي نحو ما أجهل، قادني القدر إلى أماكن و شخصيات استجدت على مرآي و محيطي و أبعدني عن أبعاد و زوايا وددت البقاء بها أكثر. و في الأيام التي كان يعمل فيها القدر على استمالتي تعلمت أن أثق بالمكان و أثق بالغرز القصصية التي خيطت به، أشعر أنني أعيش بقوة، حتى النوم لم يعد استسلاما بل تدفقا إلى يوم آخر

لقد كانت أجزائي و آحادي تنفصل عن نفسي و ترجع لتجتمع، و لكن قبل أسابيع وافت إحداهن المنية، فولدنا جميعا من جديد. لذلك لا أستطيع الحديث كثيرا في هذه الأيام فلدي ثقة غريبة على طبائعي، و تعتريني روح أجهلها، تهواني و أنكرها، تسقيني و أحرقها، تناديني و أهرب منها بين آحادي الكثار

سأوافيكم بالأخبار عن قريب و اعذروا شُحّي في الحديث فاللوم على من علمنيه، و على الجسد عندما يأتمر الروح

Saturday 7 November 2009

5x7cm

بعد مظاهرة ضد الرقابة شارك فيها العديد من الناس و ألقوا فيها مقصات الرقابة، نرى أنها -أي الرقابة- أخذت أحد المقصات و قصت ورقة مقاسها ٥ في ٧ سم و كتبت عليها الآتي


بينت لنا الست رقابة إنها ما منعت بعض الكتب المذكورة، بدلا من صفحة كاملة أو ربما كتيب تشرح فيه لماذا منعت باقي الكتب؟

الأَمَرّ من ذلك هو أن إحدى دكاترة قسم العمارة أخبرتني بأنها مسؤولة عن طلبية الكتب الخاصة بالعمارة، و على ذلك فقد أعدت قائمة بأسماء الكتب التي نحتاجها في قسم كتب العمارة في مكتبة الجامعة، و لقد طالت القائمة حيث أنهم لم يطلبوا كتبا منذ مدة، فقالت لها المسؤولة عن المكتبة أن الميزانية لا تسمح لهم بطلب كل هذه الكتب و طلبت منها تقليص العدد. إذا كانت الجامعة توزع ميزانيتها على الطلبة أليس منطقيا أن يقوم الطلبة في تقديم الخدمات للجامعة؟ و من يضمن أن الطلبة سيوفرون الخدمات لأنفسهم؟

أليس مفهوم الجامعة أكثر منطقية إذا كانت هي من تقدم خدماتها للطلاب الذين هم يصرفون على دراستهم؟

Sunday 1 November 2009

غنِّ

عطر، كلمات فؤاد سليمان ١٩١٢ - ١٩٥١، ألحان حليم الرومي ١٩١٩ - ١ نوفمبر ١٩٨٣، غنتها ماجدة الرومي في عام ١٩٨٢



أنا في الغناء قصيدة حسناء لم أُنظَم بلحنِ

أسمعها فأتذكر أنشودة المطر

Thursday 29 October 2009

أريد أن أكتب

عن

صدفة التناظر
الصورة الشخصية و الرثاء
أشكال سطح الصمت
مَثَلَ و تمثيل و مثالية
السكينة و السكون
عجوز تعبر الجسر داخل عباتها و على عصاها و مع السيارات، و نظرية النسبية
لا أبالي و لا تفرق معي، و المساواة

Monday 26 October 2009

route 139

An evening bus trip to Hawalli, with KPTC this time. we walked to the outskirt of Khaldiyah after we knew that buses do not get inside the districts at night. we waited with a carpenter and his assistant in the bus stop. we payed 200 fils for this ride although KPTC is much less in condition than CityBus. It smells like industrial Shuwaikh, but we liked it, and I felt more in a bus than when I was in CityBus. I listened to the bus motion music until it got interrupted with an FM87.9 song from my friend's radio.

-It's my father's.

Through Hawalli we walked, passing the streets and listening to stories about Morocco. we were mapping Moroccan streets over Hawalli's until we reached Kushari Juha, we ordered two dishes and started to talk on people we knew and specifically people we hate, I listened, then we stopped

-listen, there is a Quran sound, but it is only the rhythm, the words are not clear.
-a Quran melody
.

We went outside to the music shops nearby and were looking for a film for Sherihan when I saw a beautiful cassette cover, and decided to buy it -for the portrait-. I waited for the owner of the shop -because it was guarded by his friend- and I listened. There was a song playing in the shop, and from the cashier computer came Quran reading. They were both playing together.


-why didn't you tell him to close one? asked whom was listening to the story afterwords
-I'm a stranger, why should I order them? It's like forcing a strange thing to be familiar, only magic can do that, otherwise it will appear fake.


a young man came in, and I listened.

-do you have a lighter?
-we don't smoke.


but the other seller said come in I have one, his friend seemed surprised, so the seller exclaimed,

-I was wandering about the garden and I sat on a chair where I found this lighter on top of this packet (and he showed him how exactly the two elements were positioned).

We couldn't find the film, so we went off to find a route to Khaldiyah. Walking from Kushari Juha along the shopping street of Islamic recordings, continuing the talk about people we hate. It wasn't a pessimist conversation though, it was very beautiful, full of rich terms and amazing relations and reactions and attitudes, we were not analyzing rather than describing, and we were not complaining but rather story telling with changes in tone; detailing a moment and abstracting another.

-is it going to Khaldiyah?
-yes, come come!


On the way to my car, we stopped to have some water from a water container shaped like Zamzam water bottles sold in Saudi Arabia. A good bye brief talk and I went back home.

Sunday 11 October 2009

تعيش الباصات


لنخصص يوم في الأسبوع نستعمل به النقل العام للذهاب إلى دواماتنا

و لتتحرك حملة لتوعية الناس و ترغيبهم في استعمال النقل العام


خطوط الباص

إقرأ

Tuesday 6 October 2009

حرب يوم الغفران


المدرسة هي استراتيجية سياسية لمنع الأطفال من حكم العالم
A school is a political strategy to keep children from reigning over the world

Saturday 3 October 2009

Photography Experiment

I just got my film scanned, I bought a camera last July from Cambridge UK; it is a lovely Olympus PEN-EE 1961-make. It has a fixed lens and works without a battery depending on lenses surround the main lens -as a light meter- and it is a half frame camera [takes 35mm films but exposes on 24mm area]. I tried ILFORD with 400 ISO as a first test and took F4 as a constant aperature to test the light sensors. here appears a photo showing how the photos are exposed to the film, the photos here showing it is 25, while it is actually the 55th photo [it affords 74 photos]. follows an example of some of the photos' quality.
































منمنمات حوارية؟

أدَوّر، أدَوّر
وين المفتاح؟
تأخرت
ما شفت مفتاح سيارتي؟
كان هني
إقري و الضحى
تحت الفراش؟
على الطاولة؟

في يدك

-

لا تقولي ذلك، الأجدر أن تبيني في البداية أنك لا تقصدين
صمت
صمت صمت
يمكن
صمت صمت
صمت
ستجدين هذا المستحضر في الجمعية
صمت
اتصلي عليها أولاً
نعم نعم
نعم
ان شاء الله
ان شاء الله
ان شاء الله

-

أقرأ
أعيد قراءة فقرة
أسرح
يشتغل المكيّف
أكمل القراءة
أنتهي
المُكيّف ساكن

-

أصوّر عمارة في حولّي، فيخرج من الحلّاق، و يعبر الشارع ليسألني: أهذه عمارتكم؟ أهي معروضة للبيع؟ أجيب مبتعدة: لا، أنا أصوّر فقط، فينادي: انتبهي للسيارات

أصوّر عمارة أخرى فيستأذنني آخر و يقول: أنت مصورة؟ أقول: نعم، يقول: لديّ مشروع أريد تصويره بالفيديو، أجيب مبتسمة: لا أستطيع، يرد: أتعرفين أحدا يستطيع؟ أجيب: لا، لا أعرف أحداً

-

أين أنت؟
في طريقي إلى البيت
في أي شارع؟
شارع المطار
المطار! لماذا المطار
أنا في شارع المطار، لست في المطار
هل الطريق مزدحم؟
لا
هل معك أحد؟
لا، سأصل الآن، هناك دورية بجانبي يجب ألا أتحدث
أقفل المكالمة، أغير وضعه للصامت
لا توجد دورية

Monday 28 September 2009

خلينا في كان يا ما كان

ذهبتُ إليها بائسةً أشكو كرهي للأغاني. أقول لها أن صوت مكيّف الهواء صار يؤثر فيّ أكثر. أعطيها جهاز الأغاني كي تحوله شيئا آخر لا أعهده، لا أريد أن أسمع أغنية سمعتها في تاريخ سابق، لا أريد، لا أريد، صارت تؤذيني

فأسمعتني هذه، و قالت أنها ستعالجني، كانت مهتمة جدا لشكواي فهي تظن أن كره الأغاني ظلم بحق النفس، و حرمان و ضيق. إن هذه الأغنية حالة حاجة إلى الأساطير و القصص، الحاجة إلى من يحكي من غير عبرة و لا برهان أو سبب، يروي و كفى

Sunday 27 September 2009

المذكرة السادسة

تحت الفوانيس المُشِعّة كالنجوم
السور يبرق مثل خط النار. يا ليل الهموم
ستذوب في حدق العيون الساهرات مع النجوم
الحاملات الماء في جراتهن، و في الشفاه
ظمأ الصيام؛
غداً "التتار" سيدخلون مدينتي. أين الرجال؟
عطري سأنضحه على قدم تسير إلى القتال
و ضفيرتي السوداء أغزلها حبال
لسفينة في الليل تبحر بالرجال
هبّي شمال
يا انت يا ريحَ البحار
هُبّي شمال
"للقصر" حيث رجالنا الأبطال. يا وهج
الرمال
يا نار صحراء الجنوب
و أنا وراء السور أسمعها. فأشعر باللهيب
و النار في رأسي تعربد. أين تجار الحروب؟
أين الذين يشوهون الأرض بالدم و الدخان؟
أين الملوك و أين عنتر يا جبال
الكل فان
إلا الحقيقة و الرجولة يا بلادي. و الزمان
أبدا يدور
و المجد و التاريخ للشمس السخية و البدور
و إلى الخنادق يا حِراء
يا خندق الأبطال في الماضي القديم
"الشمري" على الجواد
و القصر تحت الفجر يبرق مثل فجر من رمال
أقوى من الإعصار يا وطن الرجال
و على الجزيرة
بطلٌ أقلّته سَبوحٌ فالعباب
واحات أعناب تظلله. و تبرق من بعيد
سُفُنُ الرجال القادمين من المدينة
جاءوا إذن فالويل للمتلصصين القابعين
تحت الجدار و من وراء القصر و المتسللين
هاهم رجال مدينتي جاءوا على متن العباب
صوت المجاديف الطويلة مثل السنة تقول؛
لا شيء غير الحق. و الأفعى تموت
في البر أو في البحر. و السم الزعاف
كأس الذين بنوا المعابد و القصور على الدماء
جاءوا إذن. فحفيف أشرعة السفائن مثل
أجنحة العقاب
فوق العُباب
الفجر تحمله السفين. فيا شمال
هُبّي سرعا. فالغزاة
ملأوا الصحارى و الوهاد
مثل الجراد
و الفجر أقوى من كهوفهم العميقة. و الحياة
و المجدُ. للإنسان. فاصدح يا هزار
هُزِم التتار
رجل البحار على سفينته و في يده منار
من نور عينيه يُضاء كما النهار
خاض المعارك بالمعاول و الفؤوس و بالحجار
و المجد للإيمان في صدر الرجال
لسفينةٍ رجعت كأن شراعها العالي هلال
و السور تحت الشمس يبرق كالسوار
في جيد حسناء يباركها النهار
مات التتار
يا إخوتي الأبطال قد مات التتار
و البدر يشرق في سواحلنا كلؤلؤة كبيرة
كرسالة بيضاء تحملها النجوم
لعيون موتانا على تلك المفاوز و التخوم

مذكرات بحّار ١٩٦٢ للشاعر محمد الفايز ١٩٣٨-١٩٩١

بحاري الحبيب، قرأت مذكرتك هذه منذ أسابيع، أيام كنا صيام، فلم أستطع رداً، و ما أدركت لك قولا غير صلاة العيون على المدى الضوئي. هبّي شمال! و أراقب الحظرات تتتابع أمام عينَيّ. هبّي شمال! و يرحل الحدّاقة بينها في هدوء.. و خيط الميدار الذي شار بين عصيها يرنو لخط الأفق و يجمع حوله القصيع من وقت لآخر. أتقصد بالسور الحظرة؟ أم هي القصر، و السور هو الأفق؟ يالسذاجة الرموز

أيُّ نارٍ بحاري و نحن في أرض الماء؟ فلا ند لأرضي سوى الرمل و السماء. و نحن بين أنداد الطبيعة نتوازى، تُعَمّرنا الرمال فتهدمنا السماء و يغنينا البحر فتُشقينا الرياح، فهذا يغلب ذاك حتى إذا اختلّت موازين الأسماء و تداخلت المعاني فهمنا أن ما الأفق المهيب حولنا إلا خطاً من نور يعيد تسمية الأشياء فتصير السماء بحراً لتقترب منا أكثر و يصير البحر رملاً ليثبت أقدامنا ثم يحتال الرمل ريحا ليقتلعنا، كخطوط التاريخ تتغير فيها الأسماء لنظن اختلافها، و لكنها مجرد حاجة لتحريك ساكن أياً كان السبب.

بحاري أنت تعلم و هم لا يعلمون، أنت تعلم أننا جميعا آخرون


Sunday 20 September 2009

خالي سليمان

نزلت من العتبة القديمة و فتحت باب بيت كيفان الألمنيوم و اذا بخالي سليمان أتى يزور أخته، رفع رأسه يشوفني و يعايد ثم نزل رأسه إليّ عندما اقتربت لتقبيله، لم أكن متهيئة لتقبيل رأسه، ثم إن غترته بيضاء لم أرِدها تتأثر بلون الحمرة و لكن لسرعة الموقف قبّلت عقاله عن اليمين و اليسار كتقبيلي الخدين

نظرات السلام و كلمات التهنئة و الشك فيما إذا كنت أصافح أم لا، أمد يدي أحيانا و أحيانا أنا التي أشك، فهناك المجيز و هناك المحرم و هناك وسواسي المرض، و هي تارةٌ تنهرني

-لا تصافحين! إنتي تصافحين بعدين إيي الريّال عندي و يمد إيده و أنا ما أحب أصافح!

ثم تسألني تارة

-فلونزا الخنازير تصير إذا سلّمت على مريض و الا من كثر التسلّم؟
-لا هذا و لا ذاك


أمر على البيوت من النزهة إلى كيفان و منها إلى الشامية و غيرها. كل البيوت تغيرت إما من الداخل أو من الخارج أو العنوان نفسه تغير، إلا بيت خالي سليمان أصعد درجات المدخل فأنزل سنوات العمر. أقبّل الحريم و الأطفال و أصافح بالعين أو اليد الرجال و أجلس في الصالة نفسها و كأن الأطفال مازالوا أولائك الأطفال و تقدم إلي الخادمة صينية البيذان و الفيمتو فأتناول الفيمتو و أتمنى البيذان. ثم يسألوني

-صرتي أي صف؟
-رابعة ابتدائي
-ماشاءالله عيل السنة الياية متوسطة، عاد أنا راح أدرّس رياضيات في مدرستكم
و أبتسم و أسكت و أنا أفكر بمنظار النجوم الذي أود شراءه من نحن و الأطفال
ثم بصندلي الجديد
ثم بقطرة الفيمتو التي لطخت الأريكة المشجرة


عصرية العيد طويلة كثيفة كالشاي يمغطها صوت الكمان العالي من الحلقة الأخيرة. كل منا تلبس دراعة اختارتها من كَبَت الجدة و يسألني

-انتي حزينة؟
-لا عادية، ليش؟
-السنة اللي طافت كنتي لابسة بلوزة حمرة منقطة، و هالعيد لابسة أسود
فتداعت عليه البنات كيف تذكر و كيف قارن و كيف أوّل تأويله هذا مصطحبين التعجب بعبارة ما شاء الله


ثم يتحول الاهتمام و التعجب و التركيز و الاستهجان إلى الشاشة حيث المسلسل يكمل من جديد بعد الفاصل الإعلاني

Saturday 19 September 2009

a child's focal

hold on
freeze
like a mannequin in a shop
don't breath
don't roll your eyes
don't blink

your skin is plastic
your hair is nylon

your ears upend
listening to your heartbeats

people are passing by
yet you cannot see them
you loose focus
movement prevails
trying to penetrate
inward and outward

still skin

still skin

still skin

and when your muscles have stiffen
and when no one is around
you go and hide yourself
between arrays of similar cloths

Wednesday 16 September 2009

انتهى

انتهى
و أبدأ
انتهى
و أبدأ
و ما عدتُ أدور
قوى العنف اعترتني
قتلتني
فطرتني
عندما كان الدوران هوسي
و انتهى
و أؤمن بالأنا الآن
أرحل و أرتحل و أترحل و أتراحل
و أبدأ
و أبداً لن أدور
لن أموت
لن أعيش
صَدَقَ العدم
صَدَقَ الجِلْد
صَدَقَ كل شيء عظيم

Tuesday 15 September 2009

forming platforms

There was a wonderful lecture I attended during CONNECTdeleuze conference at Cologne University last month by Luciana Parisi entitled "Abstract Spatium: Deleuze and Whitehead via Algorithmic Architecture" in which she referred to algorithmic art and architecture to be a valid example on the relation between both philosophers in their search to the pre-individual virtualities or eternal objects because they enfold incomputable reality.

"....this reality can be experienced as the recording of a sensation, in Deleuze's terms, or, according to Whitehead, as a conceptual prehension: the feeling of having a feeling."

this approach to architecture has been always an intrigue to me for it works very structurally, and morphs fluently yet I never understood its relation to humans or its social value. Algorithmic approach to architecture -as I see it- is more of a representation than a collective creation. It represents continuity, affordability and the ever existing relation between parts and whole which are all descriptions of reality -just like the Cartesian basic representation of reality through the coordinate system-, yet it does not refer to an initial state or initiation as a form conception of space_which is more relevant to human existence and re-existence.

Thus can parametric space be seen as the weather of architectural forms? and are algorithmic calculations set to create 'platforms' rather than 'forms' in space? Because if so, I really do think that binary (finite) computations should overlap at the algorithmic (infinite) computations so that we can create a full perspective of architectural perceptions and experiences.

this experiment would lead us to a temporal-periodical occurrence of form, because form here is no longer directly related to an invisible infinite space -static and eternal like pyramids of Egypt built on the desert?- but rather anchored to another layer of visible infinity. So the architectural creation in such sense is expressed alertly, alien, veiled or under disguise so that each character stores a desire to reappear.

newsfeed.kosmograd.com

Saturday 12 September 2009

دعاء

أستغرب من الذين يرسلون إليّ بالبريد أدعية لله، فما شعوري و أنا أستقبل من شخص دعاءه لله؟ و لماذا؟ ثم إنها تكررت و توالت و انتشرت حتى تشابه دعاء الناس إلى الله (و إلى و على الناس) و صار الدعاء يُرسَل إلى الجميع فأتساءل إن كان يريد المُرسِل الاتفاق على الدعاء المثالي قبل إرساله إلى الله في النهاية

ثم تذكرت أدعيتي إلى الله، و كيف أنها اختلفت كثيرا عمّا كانت عليه في السابق فقد كانت أدعيتي تتمثل بالآتي؛

اللهم حبب قلوب العلماء بي
اللهم غيّر لنا و لا تغيّر علينا
اللهم ثبّتني على طاعتك
اللهم احلل عقدة من لساني ليفقهوا قولي
اللهم لا تكلّف علينا ما لا طاقة لنا به
اللهم لا تكِلني إلى نفسي طرفة عين

ثم إنه صار كذلك حينا من الزمن؛
اللهم غيّر لي و غيّر علي و لا تثبّتني على حال
اللهم ارزقني قوة في قلبي و روحي و جسدي
اللهم لا تحرمني من بصري و سمعي و يداي و جميع أعضاء جسدي
اللهم هب لي من لدنك حكمة
اللهم لا تمنع عقلي عن التفكّر و اجعل الشك زوجا لإيماني

أما دعائي اليوم- و إني أكتب أدعيتي هنا لأن التدوين هنا إرسال إلى فضاء، فهو ليس إلى أحد.. و إني لفي حياء شديد من كتابتها و لكن أرفقها مثالا للتوضيح- فأرى لساني به يرتجل على هذا النحو؛
اللهم فقّهني بالمسافات كما فقّهتني بالمساحات
اللهم علّمني معاني الصبر، و لا تطله عليّ بلاءً
اللهم لا تحرمني سحر أيامك، و لا تحرمني نعمة الخيال و الحلم
اللهم صِلني، و وازِني و لا تقطعني

لا أعتقد أن أحدا غيري يريد الدعاء بهذه الأدعية، فهي خاصة تعكس أموري و أحوالي صغارها و كبارها و ترسم علاقتي بالكون و الله. و إني صرت مع الزمن و في الدعاء الجماعي أحذر من قول آمين لكل ما يُسأل من الله، فلماذا يرسل الناس أدعية جاهزة للناس فتحجر المعاني بقالب النشر لغرض الإصلاح. الدعاء هو من أكثر العلاقات حساسية، فليس لأحد دخل في علاقتي و أسئلتي و مناجاتي لخالقي أو لما أؤمن به و لا أراه. لا أرى معنى لإصلاح علاقة عبد بربه و هل هناك إصلاح للأحوال الجوية مثلا؟ فهي علاقة نهرية منذ الولادة حتى الممات، لا تحتمل مسافة (قرب و بُعد) و لا كمية و إنما التدفق و الموازاة و النحت و الترسيب و التعارض و التلاقي و السرعة و البطء و الفيض و الجفاف

Friday 11 September 2009

أذكار الصباح و المساء

أذكره
عندما أكوي تنانيري
أذكرها
أذكرها
الياسمين الذي للتوّ زهّر في حوشنا
أذكره
أيام اعتكافي بالمكتبة
أذكره
أذكره
أذكره
دقائق في مشتل النخيل
أذكره
أذكرني
تماثيل السحاب المتورد
أذكرني
العصاري
أذكره
أذكرها
غلاية الماء و كيس السكر الأسمر
و الحليب
أذكرها
أذكرها
قوس قزح وقت المغيب
أذكره
أذكرني
آخر شمس في الكويت
أذكرني
أذكرني
أذكرني
ساعة تراتيل خيال العصفور
أذكرني
أذكره
أذكرها
قهوة محطة القطار
أذكرها
أذكرها
أذكرني
رائحة البيت بعد السفر
أبجورتي قبل الحلم
أذكرني
ثواني حصاني الخشبي و الكرسي الحديد
ليالي الورق الأبيض الشفاف و الميلليميترات و الموسيقى
أذكرني
رائحة الحبر
أذكرني
أذكرني

Monday 7 September 2009

حالة

إنني في حال من الغربة و التحول المريع. غضب يشن حربا على غضب. حروب نفسي متنوعة؛ ففيها حرب مواقع و فيها حرب أزمان و أحيانا موقع يغزو زمن أو العكس. لا يهمني عادة أن أحارب انسان، إلا إذا تسبب يوما في إحدى حروبي الذاتية و تتكون الحرب على إنسان من تكليم الذات بصوت عالي (جدا) أثناء قيادة السيارة متخللة سب و تترّك و هرنات، بالإضافة إلى بعض الخيال العلمي لوسيلة التعذيب المناسبة كالضرب بالساطور، أو الزنط، أو الأكل، أو تقطيع الآذان لطبخ شوربة، أو فصل نصفه الأيمن عن الأيسر مع إبقائه على قيد الحياة، ليعيش باقي دنياه شقين. ثم ينتابني ايماني بمبدأ العفو المبني على قبول ما يفعل الناس كقبولي بالقدر و التأمل و التفكّر فيه كآيات منزّلة، لأتمرّد عليه و هو الذي في الغالب يرافقني من زمن إلى زمن و من مكان إلى مكان كنستور المليق في الإلياذة فهو يبطئ الحياة بمقارناته و تكراره و فخره و اعتداده و تحليلاته التي لا تنتهي فطبيعةً لا تبدأ

و أنا في السابق كان عندما يحدث هذا التداخل بين دواخلي و القوى الخارجية أعتذر و أتأسف رغم أني لا أندم - لأن ما حدث دخل في القدر و حكمي عليه قاصر إلا إن عرفت أسرار الزمن. أما الآن فاعتذاري تعذّر لأني وعيت أني من ضمن مشاريع القدر فهو لا يمر أمامي و لا يدور حولي و إنما أنا جزء منه لأني أنا أيضا أحدُث للناس قدراً. فأنا إحدى حبيبات الزمن يلعنني يلعنني يلعنني و ألعنه ثم ينسل تنورتي فأدور أدور أدور أدوخ يقف، ينظر إليّ ثم يذهب لحبيباته الأخريات

كنت أظن القدر تقرير للمصير، و لكني الآن أعلم أنه حادثٌ يوجِب مني لحظة تقدير، و حالة من الايمان القسري و التي تجبرني على تبريرها بخرافاتي التي أرويها على الأطفال الأبرياء من كل ذنوبهم و شيطنتهم و عسارتهم و صراخهم و أسئلتهم و معتقداتهم، يا بختهم

انتهى

Saturday 5 September 2009

0,1

عاش عاش عاش عاش عاش عاش عاش مات عاش مات عاش عاش مات | عاش مات | عاش مات | عاش مات | مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات | عاش | عاش | عاش | عاش عاش عاش عاش عاش عاش عاش عاش عاش مات عاش عاش عاش عاش عاش مات مات عاش عاش عاش عاش عاش عاش عاش مات عاش مات عاش مات عاش مات عاش مات عاش مات عاش مات مات مات مات مات مات عاش مات مات مات | عاش

مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات | | | | | | | | | | | عاش مات عاش مات عاش مات عاش مات عاش مات عاش مات عاش مات عاش مات عاش مات | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | عاش | | | | | | | | | | | | | مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات عاش مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات عاش مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات

؟ Ω

Friday 4 September 2009

scale 1:∞


Ratio is an expression that compares quantities relative to each other, and through ratio we can infinitely rescale measurements like reducing the scale of a building to fit in a paper size. So, we use the scale 1:200 to draw a plan with basic information to understand the proportion in general, while 1:50 scale ratio reveals more details and information in the same plan. In this sense we understand that the change in scale changes our perception of the visual world.

Technology makes rescaling [or zooming in/out] a faster process that you hardly realize what or how you're perceiving like using AutoCad or Google Earth, so the space with technology is perceived with "any-scale-whatever".

Now we have two questions, first is how this new interaction with scale would affect our perception of space? and second is how can we apply or use this infinite scale as an existing value in the space we live? because I believe that possible methods in the virtual world, can be applied in our actual world.

would it be a space infinitely changing in scale, or a space of our immediate choice of scale?

Tuesday 1 September 2009

على حافة الرخام

ذهبت إلى مساحة مستطيلة من الرخام المجلي الخالي من خرائط العروق يجلس على حوافها الناس و يتوجهون بأطرافهم إلى جانب الضلع الأصغر من المستطيل و يستمعون لشاعر مُقاومٍ لانفعالات الحديث. كان يتكلم في البداية عن انعكاس الجالسين على صفحة الرخام و كيف أنه مهما رأينا أشخاصا يشبهوننا من خلالها فنحن ما زلنا أفرادا لم و لن نتكون من انعكاس و إنما خُلِقنا من العدم و لابد أن نكون نحن من نرسم صورتنا على الصفحة لا أن هي ترسمنا. و فصّل بأننا نفهم من انعكاس صور الناس بالمقلوب هو أن المدى الذي ننتهي نحن عنده جلوس إنما هو ثنية من ثنايا الفراغ و لكننا دائما في شك من وجودها ندركها إذا اعترض أبعاد الجلوس رجل يظهر في منتصف المستطيل و ننساها إذا اختفى ثم تساءل عن علاقة الحركة المستمرة للفرّاشين الذين يقدمون الماء للجالسين مع المدى، و دار النقاش بعد ذلك حول الفرّاشين كبُنْية تحتية و كيف أن تنقّلهم و ترحالهم أدى إلى إدراك مغاير للمدى مقارنة مع إدراكنا له في مثال الرجل الذي يظهر في منتصف المستطيل ثم يختفي فثنايا الفراغ تزداد و تتكاثر مع حركة ناقلي الشاي و الماء.

و لكن قاطَعَتْه المشربيّة الُمنارة بالنيون من خلفها أن أفكارنا حول المدى لا يهزم بعضها بعضا و إنما تُغزل فُكاهياً للضرورة. فاحتكاك أزمنتنا يجبرنا على الاختلاف و لسنا نحن من اخترنا ذلك.

ثم جاء شيخ كبير، و قال للحاضرين بأسلوب المُعلِن: لا وجود للمدى! إنما هي أسطورة افتعلناها لنعرف أماكننا في هذا الفراغ الأملس. و ذهب. ابتسمتُ لهذا المقال ثم التفتُّ إلى الناحية الأخرى من ضلع المستطيل الأصغر فرأيتُ مِنَصّة خالية تأملتها قليلا ثم مضيتُ و أنا أتساءل متى تظهر عروق الرخام؟

Saturday 29 August 2009

the holding posture

When I was a child, I used to long to my soft toy, hold it to my chest, talk to it, sleep with it, hug it and try to over hear the toys room with wonder if they ever talk to each other. I secretly asked it once if it can ever betray the toys kingdom and talk to me. And in another occasion I bargained with god to make the toy talk as a sign for his existence. Today, I looked to my mirror before going out and stroke me that my toy became a notebook.

Monday 24 August 2009

شرح أكون أو لا أكون


سياق المقولة

أكون أو لا أكون، هذا هو السؤال

و هنا لا أعلم أمِن قصر شروح الترجمة أمِّن اختلاف البيئة ما جعل هذا السطر من مسرحية هاملت لشكسبير يقال في مجتمعاتنا العربية إما كدلالة على حالة الاختيار بين العظمة و الحقارة أو -لمن يظن تفسيرها فلسفيا- حالة التساؤل بين الوجود و العدم (أُوجَد أو لا أُوجَد؟)

الكَوْن في لسان العرب هو الَحدَث، فأكون يعني أحدُث و اللَّبس هنا واضح بين الحَدَث و الوجود. فعلاقة الوجود بالمكان و الزمان هي علاقة تحددت و انتهت فهي لغويا تامة، أما الحدث فهو حالة الانتقال من مكان إلى آخر فهي علاقة الفعل بما يليه، و لذلك تظهر التساؤلات و المناجاة التي تلي المقولة بأمثلة أن يموت أو أن ينام الإنسان و فيها تأكيد على أنها لم تكتمل كفعل و لكنها ما زالت في طور الحدوث و التكوّن

بالرغم من أن السؤال يعرض مرحلة (فترة انتقال) من "أ" إلى "ب"، إلا أنه بذلك يبحث عن عنصر ثالث لطالما أظهر الشك في معنى النقطتين و لكن ما هو أهم هو تحفيزه لاختلاف الانتقال بين شيئين أو حالتين أو مكانين أو زمنين و إن تكررت. فعندما ننتقل من الصحو إلى النوم، يأتي الحلم فيغير ما يأتي بعده من تكرار لنفس المرحلة. و على هذا فإن الراحل أبدا لا يعود، و إن عاد

و هكذا فإني أرى أن شكسبير عرض لنا في رائعته حالة الخشية من الحدوث و الرهبة من الفعل و مثّلها بمفارقة أن نحيا و أن نموت لنرى كثافة و قدرة الحياة في كَوْنها و صيرورتها، فالسؤال يقترب من المعنى و يبتعد عن اللبس إذا قلنا "أَفْعَل أو لا أَفْعَل؟" فالكون اسم حركي و لكن ارتباط فعل "كان" بالماضي جعله يأخذ صفة التمام و التي هي مقترنة بالوجود فنشأ ما رأيتُ من لَبس

و لكن لماذا عبارة "أُوجَد أو لا أُوجَد" خاطئة في هذا النسق، خاصة و أننا نستطيع أن نستعيض بأي فعل آخر في الجملة؟ إن "أوُجَد" مبنية على المجهول فوجودي محكوم بآخَر يجدني فهو ليس فعل شخصي، و على هذا فإذا أردنا بناء سؤال وجودي من هذه العبارة فحري بنا أن نقول "أجِدُ أو لا أجِد"

و أظن أن في هذا توضيح لما جهلت معناه في موضوع كان و أخواتها

Thursday 20 August 2009


Dear www,

lots of things happening around here despite my inactivity. I went to an unusual pilgrimage. I have already 6 topics in my 'post it' to write about, until I confirm my re-existence.

my skin is tired although I don't feel its penetration inwards. I feel some struggle though.

I'm recently drawing a column.

Friday 31 July 2009

Moiro, by Anselm Kiefer

a man passed by when I was taking this photo and said: "this is how we were treated in Rome".

Wednesday 22 July 2009

المذكرة الخامسة

عندي خُمور
عندي عُطور
عندي بَخور الهند يا تجار مكة يا ملوك
عندي القلائد و الأساور للجواري و النساء
من يشتري أفراح بحارٍ يعود مع المساء
الشمس في عينيه ماتت مثلما مات العبير
و النور في بيت خلا لولا حصير
و فتيل مسرجة كأهداب الضرير
لِمَ تُنبت الأرض الزهور
و عظام موتانا بها؟ أين الحبيبة؟
ماتت من الجُدَريِّ طيبة
من يشتري كل المَحار؟
من يشتري كل البِحار؟
بعيون طيبة يا نهار
قد أطفأت عينيك عيناها فحاربْتَ الضياء
أين الضياء؟
بعيونها، أين انطلاقات الضفيرة؟
و وميض مَفْرِقِها كخطٍ من نجوم
في ليل أيامي الحزينة، أين أفراح اللقاء؟
لما أعود و ملء أعماقي كآبات المساء
أين الضفيرة حين أنشرها كليل من عبير
مثل القرنفل؟ أين ضحكتها الحزينة
لما أعود من البحار إلى المدينة؟
أفراح عينيها تُذيب بي العناء
و لقاؤها. أواه ما أحلى اللقاء
من غير وعد فالدموع
تهمى مع الفرح المُغنّى في الضلوع؛
أحبابنا دخلوا المدينة
يا ليت أهدابي شراع للسفينة
غداً القلوع
أمس رسونا و الرحيل غداً. و مالي من رجوع
غنيت أمس للعيون و للورود على الخدود
غنيت أمس لمن أحب و همت في ليل البحار
لأعود ثانية لها. و معي الهدايا للصغار
و اليوم حاربتُ الظهيرة و النهار
شمس بلا أقمار عينيها ظلام
إطفِ الشموع
فعيون طيبة كل ما حَوَت الشموع
و الكل وهمٌ و الحياةُ إلى الفناء
أبوابنا غُلِقت كمقبرة فأمطرت السماء
بالموت و الُجُدَرِيِّ أمطرت السماء
بيتي تهاوى مثل أضلاعي و مات به العبير
حتى الحصير
لم يبق منه الداء شيئا يا حياتي يا فناء
أيامي الأولى و يا طيبة الجميلة
عيناك تحت الأرض تُبرِقُ لي كفانوس بعيد
يُومي إلىَّ. أكاد ألمس مِن هوىً عرق الضفيرة
مذ كنتِ عند البئر تحت لظى الظهيرة
يا قرطها الذهبي يا كُحلَ العيون
يا طيب مَبخَرةٍ يغازلني الدُخان
فيها فثوبي من روائحها يضوع
يا حِقها الوردي يا صندوقها تحت الشموع
و إضاءة الأهداف في الأخشاب مِن صُنع الهنود
يا ثوبها يا ردنها المعطار حين تلفّه لما أعود
عطر البنفسج تحت نهديها و في فمها الورود
يا شهرزادي في البحار
أروي حكايتها لروحي. الوداع
فأنا سأرحل. أصدقائي و الشراع
في الشاطئ النائي. سأرحل فالوداع

مذكرات بحّار ١٩٦٢ للشاعر محمد الفايز ١٩٣٨-١٩٩١

تتذكر، و أتذكر و مالي من ماضيك بتذكار و إنما هذا حال التاريخ يملي علينا الأحداث أشكالا فأكاد أكون رأيت. أنا ما رأيت و لكني عكست التاريخ من كلماتك صوراً و مددت من عمري إلى قبل هذا العمر لكي أُتْبِع فيه أوراقك الخاصة و غوايات الضفيرة. بحّاري لا تنادي فأنت في دار الصدى؛ متوازيان برٌّ و بحر، لا تنادي فقد تعشق ذاتك، أو تناديها فتُنكِر ذاتك. هي في الثوب المشجّر و علامات الطُّوَف، هي في صوت الصباح، هي في المكحلة و المبخرة و الصندوق و جميع تماثيل الأنوثة. هي حولك و أنت فيها، لا أراها توارت في الثرى طيبة. حسها في صيحات أطفالك و لونها صَبَغَتْ به يديك، و شفتيها تقاسمتها الشموس فقُبلةٌ في كل حين

إرحل حبيبي فكذا عهدتك راحلا، لكن لا تأمنن الرحيل فقد يجرّ رحيلا

Friday 17 July 2009

ثقافة النشر و المكافحة في الكويت

من الأمور التي نعيشها يوميا لدرجة تلاشي أهمية تبعاتها على عقليتنا كشعب و هي معتمدة بشكل أساسي على طبيعتنا التعميمية هما ثقافتا النشر و المكافحة

أما الأولى فتراها غالبا في الدين و المودا و انتشار الحملات الإعلامية على أدنى سبب. الجمعيات المتكلمة باسم الدين دائما ما تحث على نشر الدعوة الإسلامية، فالجزء الأهم هو أن يعرف الناس الإسلام ليهتدي الجميع و ليس بالضرورة يفهموه، و يحفظ الناس القرآن و ليس بالضرورة يتفكّروا فيه، فمثلا معايير مسابقة حفظ القرآن و تجويده هو أن لا تخطئ و ترتله صحيحا، و أن تكون مخارج الحروف كلها سليمة و هذه أشهر مسابقة تعنى بالقرآن بالكويت و لعلها الوحيدة، فهل نرى مسابقة لبحوث عن القرآن أو مقارنة الأديان غير محدودة بعلماء الدين و إنما لأي شخص عادي يريد أن يفكر؟ و كأن على الشعب أن يحفظ، و على صفوة العلماء (و لا معيار للعلم) أن يبحثوا و يتفكروا. و لماذا مثلا لا يؤسس مجموعة من الليبراليين جمعية لمناقشة الإسلام؟ و كأن الإسلام حكر على ناس مصطفون له و ليس فكرة و معتقد في فكر الناس جميعا.

التطبيق نفسه على المودا، أو شكل الناس في الأسواق و الأماكن العامة أو الخاصة، فتأثر الإنسان بشكل الناس السائد يحد من علاقته باختلاف بُنيته أو حتى الرغبة في الاختلاف، في فترة من الفترات ظننت أن المحجبات هن الأكثر رغبة في التشابه من حيث الشكل، فمنذ أن تبدأ تقليعة تراهن يتبارين في التشابه بها. و لكني أرى الغير محجبات أيضا متشابهات في أسلوب الشعر و اللبس ناهيك عن لبس الناس التقليدي مثل الدشداشة و العباة فالكويت فيها التزام شديد بالملابس التقليدية رغم أن الالتزام بالملابس التقليدية في العديد من الدول اقتصر على الأعياد الوطنية مثل اليابان و تركيا و غيرها

أما بالنسبة للحملات الإعلامية فهي تنطبق على الثقافتين على حد سواء، نشر عادات معينة على إعلانات و وصفها بأخلاق حميدة و نشر إعلانات تصد و تكافح إحدى المشكلات لعدمها (و دائما تقوم حملات المكافحة على التوعية من خلال الترهيب من الموت) فالموت أهم عوامل المكافحة منطقيا

المكافحة تعكس في الحقيقة واقع النشر و الدعوة، فنحن دؤوبون كمجتمع على مكافحة المخدرات، مكافحة الجريمة، مكافحة الفساد السياسي و الأخلاقي (رغم صعوبة التعريف و التقييم لهذه الأمور). إن المكافحة لغويا تعني الإبادة و لكن المشاكل لا تُحَل بموتها، و إنما بخلق نظير لها. ففي ملحمة جلجامش عندما طغى جلجامش و ظلم الناس قررت الآلهة أن تخلق له ندّا يساويه في القوة و لم تفكّر في إنهاء حياته. المكافحة كالنشر و الدعوة تعميم لشيء بلا تفقه في كنهه و تعظيم لشيء دون غيره و دون تفصيل لأسبابه أو التأمل في علاقاته مع غيره من الظروف و الأحداث. فنحن شعب يعشق الشعارات و مشكلة شعاراتنا صلاحيتها لألف تأويل و غرضها دائما النشر و ليس الوعي و الفهم و الإدراك

إن هذه الثقافة تؤسس بُنية تفاضل القناع على الوجه، و تفاضل البُنية على المعنى لأن كل فكرة تقتنع بها أو اقتنعت بها في يوم من الأيام يجب أن تؤثر على شكلك الخارجي، فتقاس أخلاق الناس و تمسكهم بمبادئهم على وجوههم و مظهرهم و بالتالي أي حالة شاذة تتمثل بشخص شكله لا يدل على أفكاره يقع ضحية الفكر السائد و يصبح إنسان متناقض و معقد رغم أن هذا الإنسان يعلم أن هناك مناطق في نفسه تختلف عن مناطق أخرى فجزء منه مؤمن بأمر و جزء آخر يرى شيئا مختلفا فالإنسان كالأمة فيها من الأحزاب ما اتفق و اختلف فلا يمكن أن نقنع بصبغ أنفسنا بلون واحد

كما أن الإنسان الذي يحاول التمسك و الانتماء للفكر السائد يكون أكثر توترا لأنه يعبر عن ثورة عنصر على دولة. من هذا التحليل نرى أن علاقة الشكل بالمبدأ و بالفكر و بالأحاسيس لا تقاس فقط بوصفها بالتناقض (وهي جملة يحبها الكويتيون) لا لأمر إلا لأنها منتشرة

في الكويت، المبالغة في التعلم مكروهة كما المبالغة بالتفاهة، و لكن ماذا نفعل إذا كان الفكر السائد فكر يبالغ في الوسطية؟

Thursday 16 July 2009

*جميلات الشويخ الصناعية

بدأت هذه الظاهرة في أواخر السنة الماضية، تذهب إلى محل لتشتري رمانة لسحب الطرّاد لترى فتيات مجتمعات على وصلة نحاسية لخرطوم ماء و يتأملنه كتحفة فنية. يرون في البراغي و الوصلات و البراشيم و الصواميل أشياءً لغير أغراضها المألوفة. متنقلات بما يحملن من معاني من مخرطة، إلى نجار، إلى خياط

معماريات، في فكر كل واحدة قصص عن علاقة الشيء بالشيء. تعلمن النسبية من مقياس الرسم، لترى الحوارات فيما بينهن تدور من علاقة البيت بالمدينة، إلى علاقة الخشب بالقماش، فالفرق ببساطة هو مقياس الرسم

كبداية قررن التجربة في مفهوم الحقيبة، كحيز فراغي مهم لأشياء الإنسان. و ظهرت سلسلة من التجارب على جسد الحقيبة من البُنية إلى السعة و الاحتواء إلى ملمس جلدها و ثناياه

فلحقيبة واحدة سلسلة من الانتقادات و التحليلات مهمة (أتمنى لو تسجل) تجعل منها قيمة أخلاقية، فعندما لا يتقيد العمل بتقاليد عامة معروفة، و عندما يكون شيء متعارف عليه كالحقيبة مصدر تساؤل ليس فقط لغرض إنتاج ما هو جديد و غير مألوف و إنما لعرض زاوية أخرى من حقيقة الشيء يصل الزائر للمعرض إلى درجة جميلة من تقدير الفن

لم تكن كل الحقائب مصممة لتكون عملية، كأي مكان تزوره، لا يمكن أن تعتاده منذ البداية. فكنت في معرضهن أتعرف على الحقائب كأني أتعرف على شخصية فريدة أو أمشي في مبنى يحتويني بماهية فراغه محكومة دائما بزمن و مسافة

استمتعت بمتابعة مراحل تطور هذه التجربة الأولى، و كان السرداب ملاذ لذيذ أرى فيه طاقة حلوة تبدأ الأشياء فيه صغيرة، ثم تكبر، و الجميل أن الكبر و الصغر هنا نقيضان يفيدان التقدير و ليس التفاضل



(experimentعن معرض (واحد *

Tuesday 14 July 2009

ذكريات

ليش تأخرت؟
وقّفني عمّي على الدكّان
مو ملزوم توقف، جان وصّيت حمّود

نطرتي وايد؟
تسكت
يقضب إيدها
ترفع راسها

و هذا مشهد واحد
و الحوار، يظنّه العذّال واحد
و الحوار لا ينتهي
و اللقاء لا ينتهي

و أنا أجلس على مقربة
علّي أعيش
رُبّ تمثال يبثّ فينا الحياة

و اسمع عايشة تقول

فليعش الحبيبان
و تواريخ اللقاء التي لا تكتب على ورق
يا أسمى مواعيد القدر
ذكريات، عيسى صقر، متحف الفن الحديث

Saturday 11 July 2009

perception phenomenon

Perception is the state of being aware of something through senses, it is therefore an image that reflects on mind and stimulates memory. We understand from this definition that perception is selective and not comprehensive and usually depends more on recollections of memory and intuition[1].

One day, someone virtually introduced me to Hiroshi Sugimoto. One phase of his experiences with photography is that he takes black-and-white out-of-focus images of iconic architectural buildings like Villa Savoye and the old World Trade Center..

'I discovered that superlative architecture survives, however dissolved, the onslaught of blurred photography' _ Hiroshi Sugimoto

This, I think, is a clear study of perception; representing a common memorable form with substituting sharpness and lavish details with simplicity of less details which is an already inherited thought in the modern thinking.

The same day I knew about Hiroshi I attended an Egyptian concert and among the songs they played was a very well known song by Um Kalthoum أنا في انتظارك; this was the only song they played without a singer and it clicked as another example to the perception phenomenon I am trying to understand.

Both examples seem to re-evaluate the degree between memory and intuition. They both eliminated an important part of the general image or performance altering the degree of intuition over the power of memory [sharpness and color of image in the former and the singer and words in later]. Between blurriness in vision and fluidity and absence of vocals and lyrics in sound we aspire a new level in perception that's very suggestive, free and allows for prediction.

Blurriness in vision and absence of vocals in sound are generating new perception platforms because they're dependent on the relationship between uncertain durations and instantaneous thoughts. These platforms are diverged from the original performance into parallels in form but paradoxes in sense.

Now by synchronizing the previous examples with the way we behave as architects I found that we love to mime. In the last few weeks, there were a couple of site visits, in which either I or a friend of mine were trying to demonstrate the design in the space. Although all of us have enough plans and sections to get the idea correctly, we found ourselves playing mime performances in front of each other. We always use our hands for gestures and explanations in other fields of knowledge, but in architecture it is precisely to form a space; just like mime acts. I believe the moment of miming in architecture is a unique representation of space-time relationship; it is instantaneous thus a blurry scene to the future.

Miming duration is connected to space in a way that makes it faster for the viewer to imagine instead of remember. It can even precede verbal discussions over design proposals, because discussions may take you into well known terminologies and typologies of space, style and form and therefore deconstruct into valid criticisms but cannot take you into predictions and new perceptions realm unless with wordplay and fiction. and can overcome drawings for it's dimensional freedom.

When the architect slowly dances the design with some words here and there, s/he depends less on his/her linguistic structure and more on physical structure which stimulates vision senses to imagine and wonder. I always thought that the era in architecture when the architect was a master builder is a better one because the architect is more attached to the real sense of place, but the potential of this method to evoke and predict what's new and inventive is making it even more valued.

[1] for more elaboration on perception and intuition read the first chapter of Bersognism, Gilles Deleuze.

Thursday 9 July 2009

Intruder, I love you

كان يجلس أول الشارع. على جسده بريق الشمس، و في تقاسيمه احتواء لها. أحيانا يزاحمه الناس فلا أراه، و أحيانا يسكن إلى هدوء الباعة. أول الشارع لحظة لا تلحظ فيها أحدا، سرعة السيارة تزداد، و في فكرك تجول خطط الوصول إلى ما تريد في هذه المنطقة المزدحمة أو خطط تصميم يحوم في رأسك.. لكنه تطفل على دخيلتي محتقرا تقاليد البدايات الأنانية، و صار مرآه تحت الشمس هاجس يغازل ذاكرتي، عسى تميل النفس، و عسى.. عسى

٦ سنوات على ذات الحال. تختلف المشاوير و الشارع واحد. أما اليوم فكان مشواري إليه، كان في قلبي له حديث كثير لوما العذّال. طلبت منه أن يأتي معي فتمنّع، لكني أنثى

وصلت منزلي و بقينا بالحوش و جلسنا قليلا على عتبة الباب، نتأمل القمرة و الليلة الكلحة و في يدي صندوق التصوير، صوّرته، كم أهوى تصوير من أحب

أدخلته، و قلت له خجلى من أن يسمعني أحد

أحبك

و هذي صورته


Monday 6 July 2009

عصفور

أدت هدى عبدالله هذه الأغنية في مهرجان فرقة أجراس الثاني عام ١٩٩٠ م
كلمات الشاعر علي عبدالله خليفة
(و أغلب الظن أنه من ديوان عصافير المسا ١٩٨٣)
الحان وتوزيع المايسترو خليفة زيمان




أغنية تهب نفسها للزمن بكل مقاييسه


عصفور ياللي بالعشق طاير على الشرق
فارد جناح الشوق سامر في هوى الوردة
ايش لك على يوفي تحط تنبر الجرح
تطري التي في عشقها سايل الدم
ساقط هواها في القلب ما ينِّسي عهده
ذيچ التي في البحر تغسل همها والبعد
كن للربيع كن للسلام و طير و طير و طير
لا توقظ الغافي ترى ما بغى يتقام
صوتك غريب و ممتلي سفرات
يرقص و احس بدمعته وحدة ورا وحدة
و اشوف ريشك ما بقى له حد
و غناك فرفت فوادي
.......(اللي يعرف يقول لي)
چم طير يشيله الشوق
لكن ما إِلَيهْ جنحان
مسكين يصبر دوم الصبر زايد على حده
شفقان راويِه الشفاق ألوان
يا طير يا طير هو روح الهلك
و الدنيا كلها دروب
و اللي يريدالصعب يصبر و يقول ايش عاد

Friday 3 July 2009

المذكرة الرابعة

أنا ما رأيت
لكنني ما زلت أذكر نار موقدنا بمنزلنا القديم
و حديث والدي الضرير عن الحياة
و عن الحروب. حروبنا ضد الغزاة؛
الأرض قاحلة هنا حتى الذئاب
تخشى ظهيرتها. و لكن الملوك
و الترك و الألمان و المتسللون
باسم الحضارة و الحماية. هؤلاء المدعون
كم حاربونا بالأساطيل الكبيرة. و الجنود
يترصدون شراع غواص يعود
كي يغرقوه
كي يقتلوه
يا قارب الصياد إياك التوغل في البحار
فالبحر مثل الأرض ملك الأقوياء
و الدر للحسناء نجمعه و نحن إلى الشقاء
و يروح والدي الضرير
يبكي و يسعل. و الدخان
يندس في عينيه في البيت القديم
و نروح نسأل المزيد؛
يا والدي ماذا رأيت؟
يا والدي لِمَ قد بكيت؟
و يظل يسعل ثم يجهش في البكاء
و يقول كنا! أقوياء
كنا أمام هجومهم مثل الرمال على العيون
مثل الظهيرة في بلادك يا بني
مثل المنون
أنا ما رأيت
لكن والدي الضرير
قد قال لي هذا بمنزلنا القديم
و أروح أسأل: ما الذي ببلادنا غير الرمال؟
و يجيب والدي الضرير عن السؤال؛
لابد للأظفار من شيء تمزقه. و مَن حَمَل
الحِراب
أبداً يفتش عن رقاب
و الأرض تمنح عندما تجد الرجال
أنظر. و يكشف والدي عن صدره الواهي
الضعيف
و أرى الندوب كأعين الموتى كأوراق الخريف
في صدره الواهي الضعيف
و يروح يلمسها كآثار قديمة
بأصابع مثل العيون
تفلي مكان الجرح. تعرف أي تاريخ حزين
في كل جرح. و الجراح
فخر الرجال
كالوشم في الحسناء. يا وطن الظهيرة و الرمال
الموت و الجدري أرحم من قراصنة البحار
و ذراك أرفع، و الجميع إلى الزوال
إلا النجوم
و الشمس و الأقمار و السور العظيم
يا نار موقدنا بمنزلنا القديم
ما زال دفؤك في عروقي مثل آثار الجراح
في صدر والدي الضرير
قنديل عينيه أضاء لي الطريق
و جراحه مثل الهوامش في طريق الشمس. يا
وطن البحار
يا عندليب الفجر يا عطر القرنفل يا سماء
الرمل أورق بالدموع و بالدماء

مذكرات بحّار ١٩٦٢ للشاعر محمد الفايز ١٩٣٨-١٩٩١


بحّاري يا نور عيني، تلطّف أرجوك على خاطري المُبْعَد الحزين، و تعال تلمّس رمال بلادي و تدفّى؛ هي جرح البحر القديم و في البحر لا يبقى جريح. الجرح مساحة للشك على أجسادنا و الجدران التي نعيش بينها، و البحر لا يقبل جريح.... لهذا كانوا أقوياء

يالها من دموع هذي التي تنحدر من مقل خلت من نظر، فبقيت لنا محض عيون نرتع منها الألم و نستدر منها عاطفة الشمس في أطلال نورها، لنذكر، و نتذكر، و نتذاكر، ثم نذاكر

بحّاري عيوننا المدهوشة على صدر والدك كعيون الشمس حارت على الرمال، فلابد أن نبني لنهتدي، لابد أن نبني لتهتدي شمسنا إلى ظلال و يهتدي الحبيب إلى عباة حبيبته. و عُد إليّ لنهرب بين الندوب إلى مكان فيه نختبي، إلى مكان فيه نلتقي بعيدا عن قراصنة الفلوس و عن حماة الأرض الذين لفّقوا كذبة الوطن..... ثم أبْحِر حبيبي عن كل شيء

فإذا ارتاح بومك، يرتاح البحر من الحياة