Sunday 18 January 2009

أحبها كلحة ملحة تفاجئني بسدرة


شفتي البراحة اللي فيها سيايير عدال مسجد الساير؟

اي شفيها؟

هذي كانت مزرعة خالي، كان فيها شجر و بركة بالنص كنا نلعب مناك و حنا صغار. و الطيور، ليش ان الخضرة شوية تشوفينهم يتذابحون على عود خضر، فصيدهم يصير حلّالي
الطيور يجون مرتين بالسنة، الأولى بالربيع على أواخر مارس و أول أبريل، و الثانية بالخريف على سبتمبر، فكنا نلبّس الشجر الصغار نسبيا من شبك السالية، تالي نكش الطيور من "أم التفاح" و "الغلاظة" و "عائشة" و "أمينة" على شان يروحون صوب الشجر اللي ملبسينهم و ينحكرون

منهم هذيله؟؟

يضحك، هذي أسامي السدر اللي بالمزرعة. ينزلون الطيور من السدر و ينحاشون لما نكشهم، و من شجرة لين شجرة حتى تاكلهم أحد هالشجر اللي عليهم شبك

يعني مثل القرقور

اي هالنمونة، تالي يلقطهم خالي، و يكسر جنحانهم و يقطهم في جليب عتيق محوط. الكَش ثلاثة أيام، أول يوم نطبخ منهم حق بيتنا و أهلنا، ثاني يوم حق الفريج، ثالث يوم ياخذون الطيور بزبلان و يبيعونهم بالسوق


أكثر ما لفت انتباهي في هذه القصة، وصفه للطيور المتجمعة لندرة الشجر و الخضرة. أرى أنها من أجمل القيم في أراضينا، الناس عادة يسمون الأشياء العزيزة عليهم، مثل السيارة عند الكبار، أو الدب عند الأطفال، تسمية الشجرة يبين كم هي عزيزة

في سبعينات و ثمانينات الكويت، نهض وعي في تخضير الكويت، الكويت الخضراء و التشجير و نشاط الزراعة في المدارس. إن الخضرة زينة و تنزل الغبار، لكن هل فعلا نريد الغبار أن ينزل؟ و هل "تطزز" الشجر الطريقة الوحيدة التي تقينا من الغبار؟

زحمة الطريق، على شان مؤتمر القمة الاقتصادية

إي أنا اليوم فتحت بردة داري، أطل و الا العمال في قصر بيان يطلعون الثيل الصناعي من اكياس زبالة كبار، معفّس، و يفرشونه على القاع!

و هل قَصُر جمال الصحراء لتزيينها بالخضرة؟ اذا الكويت دائما خضراء من أين تأتينا الفرحة العذبة باخضرار الصحراء من المطر بالشتاء؟ أو كيف نرى فرحة الطيور بشجرة؟ حتى ظلال الشجر أحلى على الأرض الصفراء منها على أرض ثيل صناعي. لماذا نحن دوما في انتظار الجو أن يعتدل؟ فالجو يعطينا درجات حسية و لونية لا تنتهي في يوم واحد

الجسور في الكويت تحفها الخضرة من كل جانب، إن باعدنا قليلا حيث يقل الاهتمام بجمال البلد نرى الجسر يحفه التراب، و فيه تشققات السيل من المطر الذي هطل العام الماضي، جميل و صادق

ليت البلدية تقدر التراب كتقديرها للكونوكاربس البشع، و ليتنا نجرب الاستمتاع بالغبار و كلحة الديرة، و لا نعدل ألوانها بالفوتو شوب. في السابق كانت السكيك الضيقة تخفف من الغبار، ان هذا يعطي لمحة عن أسلوب جميل في التعامل مع الأجواء، صحراء واسعة و بحر أوسع، بينها شبكة معقدة من الجدران، أما الآن فكل شيء وسيع مما يجعل الاستمتاع بايخ، و الواسع دائما مهجور بالكويت، لكني متأكدة من وجود أسلوب جديد في الحياة بالكويت، مثل ما هناك دائما أسلوب جديد في لبس الملابس أو طريقة الكلام، أو قضاء عصرية يوم تريد فيه التغيير

انا لا أرفض الاهتمام بالزراعة، لكني أتمنى نظرة جديدة لجمال الكويت بما يناسبها و يتوافق مع مزاجها المتقلب غير سكب اللون الأخضر

7 comments:

iDip said...

عنوان الموضوع ذكرني بشجرة الحياة في البحرين

فعلا، فماجأة السدرة أو الشجيرة وسط الصحراء لهي أجمل من المسطحات الخضراء التي تستقبل ضيوف الكويت على ضفتي طريق المطار

فالضد يظهر حسنه الضد
كما يقول الشاعر

iDip said...

على طاري الصورة

مررت منذ يومين في دسمان لأرى مشروع ترميم طال انتظاره لديوان الشيخ خزعل

وأرجو ألا يكون الترميم كعملية الجراحة البلاستيكية التي تضيف على الأصل وتعدله بما لا يشبهه فيصبح بعدها كوجه محقون بالبوتوكس، بارد الملامح وإن انفجر ضاحكا

فإما إهمال قاتل أو تحريف
أرجو أن نتوب عن عادة... يا سرايين يا ظلمة

لكني أظل متفائلا بمشروع الترميم هذا الذي أعاد فيني الروح

Deema said...

iDip

اول مرة أدري عن شجرة الحياة
الحين خليتني ابي اروح البحرين، و لا مرة رحت لها

-

هذي الصورة لما زرت موقع الترميم، من فعاليات مهرجان القرين

هناك ثلاث مباني لسكن زوار القصر، المبنى الأول الذي اقترب انتهاء ترميمه، فيه بعض التأليف لكن بما إنا ششنا على المُرشد و هو أيضا معماري، أكد لنا إن المبنيين الآخرين سيتم مراعاة الأمانة في الترميم

أتمنى إنهم ما يغيرون رخام الدرج

الدرايش، مسوينها المنيوم على شكل خشب... ليش...ليش

بس يعطيهم العافية، لأن هذا المكان كانوا ساكنين فيه عزابية فترة من الزمن و زادوا و نقصوا، فالقائمين على المشروع اعتمدوا على الصور اللي حصلوها

ان شاء الله يظلون على وعدهم بالمباني الثانية..


بس ان شاء الله

Anonymous said...

I demand that the other two buildings should be turned into a contemporary art institute and Kuwait architects association !

Deema said...

dalal arch

kafo... but hearing currents in kuwait are delayed from li'3bar..

@alhaidar said...

والله أخيتي اللون الأخضر حلو سامحيني ما أتفق معاج .. واليوم الوضع غير شوارع أمس الضيجة .. ما عادت الديرة شرق وجبلة ومرقاب .. الدنيا تغيرت ..

أتفق على جمال منظر السدرة .. بس هذا ما يعني نترك ديرتنا جلحة ملحة :)

ولا يعني أيضا التشجير العشوائي ..

أما زحمة الطرق خلال القمة فلا حول ولا قوة إلا بالله ..

إلى الأمام دائما ..

Deema said...

أحمد الحيدر

الخضرة حلوة بمكانها، و إذا نبي نحط شي مو بمكانه، لازم نفكر عدل قبل لا نجدم و نسوي الشي

انا معاك، من يعاف الخضر.. إحنا صرنا مع الزمن مثل هالطيور اللي بالقصة

بس الجو يعطينا معاني كثيرة، و أساليب شتى في التعامل معاه

انا اقول هالكلام -خصوصا- ان الكويت ما عادت جبلة و شرق و المرقاب.. لكن عمرها ما راح تصير سويسرا

الفرق بين قبل و الحين المساحة و ارتفاع البنيان، لكن البيئة واحدة، و الجو نفسه

و مثل ما العادات و التقاليد تتغير مع تغير الفكر و الثقافة، اسلوب الحياة يتغير مع تغير الاحوال الجوية و البيئة المحيطة

و اسلوب الحياة له من البدائل ما كثر، لكننا نحصره بحل وحيد و حتى هذا الحل الوحيد لا يُعامل كما يجب

انا عندي اياها جلحة و لا اني اشوف خضرة كأن غاصبينها على المكان

:)

اشكرك على مرورك