١
لقد تحولت جغرافية أراضي المنزل عما كانت عليه في طفولتي، فقد كانت الأراضي في الطابق الأرضي صحراء و الأراضي في الطابق الأول سهول خضراء و كان البحر حيث غرفة والدَيّ، أما بعد زواج أختي الكبرى تحول الطابق الأرضي إلى رخام و تعرت السهول من خضرتها فصارت أرضا خصبة غير مزروعة، و بعد زواج أخي أغلق باب دار الألعاب
٢
دار الألعاب كانت منفانا في الطفولة، و كانت كثيرة الترحال فظلت في الغرفة التي صارت لي بعد أن وُلدت و كانت من المناطق السهلية الخضراء، ثم تغيرت بعد وفاة عمة والدي إلى دارها في الأسفل حيث الصحراء. و لكن بعد الغزو تحول المكان إلى حديقة غناء و سميت هذه الغرفة بالدار الخضراء، و رجعت على ذلك دار الألعاب إلى السهول في دار كانت مكتبة. و إنا فيها كنا نبني مدنا من الوسائد، و إن الزمن كان يمضي بها متى شئنا فيحين الليل عندما نطفئ الأنوار و نصحو عندما أصيح كالديك. أنواعنا و أجناسنا فيها لم تكن معروفة فتارة نكون حصنا و تارة خرافا، و أحيانا نقترب عمرا من اللحد و أحيانا نرجع إلى المهد، و كثيرا ما ندّعي الموت
٣
إن الليل في بيتنا ارتبط بماضي مدينتنا في عيون والدي، فدائما ما يحلو له الحديث عن طفولته قُبيل نومنا. يحكي وكأنه جاء من مكان آخر ثم يرينا في أيام العطلة إشارة ضوئية في الديرة و يقول أن هنا كان منزلنا. و من القصص المتداولة هي ارتباط العائلة بسخلة لم نرها قط تُدعى نجمة و لقد كان يضرب بها المثل في الوفاء حيث لم ترض بأن تُباع لغير مالكها و ساعات نتساءل قبل النوم إذا كنا سخولا قبل أن نكون أناسًا ثم نعترض و نقول بأصل آخر نفتعله من ارتباطنا العاطفي بأحد الحيوانات
٤
بيتنا بلد المهجر للعديد من الكتب حتى تكونت مدينة كاملة من مهاجرين جاءوا من كل مكان. هم يتنقلون و يترحلون من دار إلى دار عبر الأيادي و مع الأفكار و الأعمار. تصنيفهم يكون مع موجات الاهتمام أيًا كانت اللغة و أياً كانت المفارقات و العلاقات فترى كتاب ألف ليلة و ليلة بجانب كتاب المناظر لإبن الهيثم، هناك ٥ مناطق للكتب ترجع إليها متى ملت الوصل
٥
لقد حصل في أيام مضت أنْ عندما أجلس في أحد الدور تنطفئ الكهرباء، ثم يصدر صوت يقول أنه الشبح الأكبر و يريد أن يأكلني، و عندما سألت والدي عنه قال لي أننا سنذهب إلى مقره الكائن في دار الأكل المخصصة للضيوف و سنناديه حتى يحضر. ثم إننا ذهبنا و أطفأنا الأنوار ثم طفنا حول الطاولة ثلاث مرات حتى انتفض الظلام و طلب منا والدي أن نبحث عن الشبح ففعلنا و وجدنا الحلوى في كل مكان
٦
كانت أسطورة التلفزيون في البداية ناشئة عن مسرح العرائس و الذي سببه وجود العديد من العرائس لدينا في دار الألعاب و يرافقها عرض برنامج إفتح يا سمسم و لطالما تمنينا فتح صندوق الرائي لنرى ما به. ثم قيل لنا أنه سحر عارضين لنا أغنية صندوق الدنيا و كنت أرى أن الرسوم المتحركة أكثر واقعيةً من الأفلام لأننا نستطيع أن نعرف أنها رسومات تتكرر و تتغير حتى تتحرك و لكن كيفية وضع شخص داخل صندوق هي التي كانت في علم الغيب. و مع الاعتياد على الصور الدخيلة من العالم الآخر إلى بيتنا عبر شاشات ضوئية صار هناك مواعيد للمشاهدة و قواعد للجلوس أمام الشاشة و قوانين عمرية و وقتية و مكانية و بصرية لمن يريد أن يشاهد، أحيانا أرى من وراء يدي أختي و أحيانا أغلق الباب لأشاهد، و أحيانا أجلس على الأرض و أخرى على الكرسي المفضل لدى الجميع و من إحدى غرائب هذه الأسطورة هي أنك إذا مررت بين جهاز التحكم عن بعد و التلفزيون أثناء تغيير القناة فستتحول حتما إلى صرصار
لقد تحولت جغرافية أراضي المنزل عما كانت عليه في طفولتي، فقد كانت الأراضي في الطابق الأرضي صحراء و الأراضي في الطابق الأول سهول خضراء و كان البحر حيث غرفة والدَيّ، أما بعد زواج أختي الكبرى تحول الطابق الأرضي إلى رخام و تعرت السهول من خضرتها فصارت أرضا خصبة غير مزروعة، و بعد زواج أخي أغلق باب دار الألعاب
٢
دار الألعاب كانت منفانا في الطفولة، و كانت كثيرة الترحال فظلت في الغرفة التي صارت لي بعد أن وُلدت و كانت من المناطق السهلية الخضراء، ثم تغيرت بعد وفاة عمة والدي إلى دارها في الأسفل حيث الصحراء. و لكن بعد الغزو تحول المكان إلى حديقة غناء و سميت هذه الغرفة بالدار الخضراء، و رجعت على ذلك دار الألعاب إلى السهول في دار كانت مكتبة. و إنا فيها كنا نبني مدنا من الوسائد، و إن الزمن كان يمضي بها متى شئنا فيحين الليل عندما نطفئ الأنوار و نصحو عندما أصيح كالديك. أنواعنا و أجناسنا فيها لم تكن معروفة فتارة نكون حصنا و تارة خرافا، و أحيانا نقترب عمرا من اللحد و أحيانا نرجع إلى المهد، و كثيرا ما ندّعي الموت
٣
إن الليل في بيتنا ارتبط بماضي مدينتنا في عيون والدي، فدائما ما يحلو له الحديث عن طفولته قُبيل نومنا. يحكي وكأنه جاء من مكان آخر ثم يرينا في أيام العطلة إشارة ضوئية في الديرة و يقول أن هنا كان منزلنا. و من القصص المتداولة هي ارتباط العائلة بسخلة لم نرها قط تُدعى نجمة و لقد كان يضرب بها المثل في الوفاء حيث لم ترض بأن تُباع لغير مالكها و ساعات نتساءل قبل النوم إذا كنا سخولا قبل أن نكون أناسًا ثم نعترض و نقول بأصل آخر نفتعله من ارتباطنا العاطفي بأحد الحيوانات
٤
بيتنا بلد المهجر للعديد من الكتب حتى تكونت مدينة كاملة من مهاجرين جاءوا من كل مكان. هم يتنقلون و يترحلون من دار إلى دار عبر الأيادي و مع الأفكار و الأعمار. تصنيفهم يكون مع موجات الاهتمام أيًا كانت اللغة و أياً كانت المفارقات و العلاقات فترى كتاب ألف ليلة و ليلة بجانب كتاب المناظر لإبن الهيثم، هناك ٥ مناطق للكتب ترجع إليها متى ملت الوصل
٥
لقد حصل في أيام مضت أنْ عندما أجلس في أحد الدور تنطفئ الكهرباء، ثم يصدر صوت يقول أنه الشبح الأكبر و يريد أن يأكلني، و عندما سألت والدي عنه قال لي أننا سنذهب إلى مقره الكائن في دار الأكل المخصصة للضيوف و سنناديه حتى يحضر. ثم إننا ذهبنا و أطفأنا الأنوار ثم طفنا حول الطاولة ثلاث مرات حتى انتفض الظلام و طلب منا والدي أن نبحث عن الشبح ففعلنا و وجدنا الحلوى في كل مكان
٦
كانت أسطورة التلفزيون في البداية ناشئة عن مسرح العرائس و الذي سببه وجود العديد من العرائس لدينا في دار الألعاب و يرافقها عرض برنامج إفتح يا سمسم و لطالما تمنينا فتح صندوق الرائي لنرى ما به. ثم قيل لنا أنه سحر عارضين لنا أغنية صندوق الدنيا و كنت أرى أن الرسوم المتحركة أكثر واقعيةً من الأفلام لأننا نستطيع أن نعرف أنها رسومات تتكرر و تتغير حتى تتحرك و لكن كيفية وضع شخص داخل صندوق هي التي كانت في علم الغيب. و مع الاعتياد على الصور الدخيلة من العالم الآخر إلى بيتنا عبر شاشات ضوئية صار هناك مواعيد للمشاهدة و قواعد للجلوس أمام الشاشة و قوانين عمرية و وقتية و مكانية و بصرية لمن يريد أن يشاهد، أحيانا أرى من وراء يدي أختي و أحيانا أغلق الباب لأشاهد، و أحيانا أجلس على الأرض و أخرى على الكرسي المفضل لدى الجميع و من إحدى غرائب هذه الأسطورة هي أنك إذا مررت بين جهاز التحكم عن بعد و التلفزيون أثناء تغيير القناة فستتحول حتما إلى صرصار
8 comments:
ضحكت كثيراً على الذي سيتحول الى صرصار
:P
تخيلت أصوات وإشارات الغضب للمُقاطعة
أساطير حُلوة مناسبة لأحاديث الدوة والكستنا
:)
البوست عجيب
keeep the good work and nice job in tabooq:)
قرأت مرة أن الأساطير هي نوع من السحر الاجتماعي يأتي استجابة لتحدي القوانين الطبيعية
:)
رائع ما كتبتِ
نون النساء
تصدقين لين الحين ما شرينا كستنة
-
ma6goog
مشكور
and glad you enjoy it :)
-
Safeed
و قد تكون أحيانا لقبول القوانين الطبيعية
شكرا :)
very nice..
what is the effect of the new technology on those asa6eer? net, xbox, iPod, iPhone, 500 channels, BB!
the simper,
xbox, I really didn't like it because it is confusing and i stopped it since Nintendo 64, I stopped when the original Nintendo lost its engine :)
I like watching my brother though.. ;p
iPod, my first iPod was given to me (7ita ma sharaita ;p) last year.. so it is not yet to be a legend though I was explaining it to my father by saying that it can accommodate the whole library.. :)
500 channels were hectic to me for I really hated it when they continuously change the channel ! ;p
BB an iPhone are not yet in the list :)
anyhow I still find it hard to the mythical for I am not as young to perceive life in a legendary manner.
the funny thing is that children of now a days find nature more legendary than technology..
نجمة ذكرتني بدانه سخلتنا!
Deems
My dad had a cow when he was little. "Hadiyya" was her name for she was quiet. They sold her and my dad cried just like Remi!
Post a Comment