أحلى ليالينا الليالي المُقمرات
حيث النجوم الغارقات
في الضوء كالأعراس في كهف مضاء
حيث السماء
في البحر ترسم عالما نشوان من نور و ماء
يجتثنا و يطير فينا في الفضاء
للحور. للجنات. للدنيا الجميلة
عندي حكايات لها من ألف ليلة
من شهرزاد و ليلها المخمور. ليل الحالمات
الشاربات الماء من شط النجوم
مثل التي كانت تغني للغيوم
فتصير نارا ثم تمطر. و الحياة
مملوءة بالسحر. حيث الساحرات
قد كن ربات البيوت العامرات
و نظل نحلم بالقصور. و بالدهاليز الطويلة
تلك التي قد صورتها شهرزاد بألف ليلة
و الدود في بطني يشاركني غذائي. و الوجار
خالٍ بلا قدر. و أسماك البحار
أكلت و نامت. و الصحاب
يتحدثون عن الموائد في القصور
و عن التي كانت تعطر خِدَرها المسحور من أشهى العطور
و عن الضفائر عندما تُطوى على نهدٍ و جِيدْ
و على سفينتنا القمر
يضوي و لا يُعطي كتنّور بعيد
كسفينة بيضاء عالية الشراع
أو مثل شبّاك مضاء
تحت السماء
و نروح نستوحيه كالشعراء نشكيه الهيام
حتى ننام
يا رب يا ملكا تعالى في سماه
يا أيها الأبدي يا نورا نراه و لا نراه
دعنا ننم. و بلا غيوم
و دع القمر
يضوي علينا و النجوم بلا مطر
نحن العراة المبحرين مع المخاطر و المنون
رباه لا تُمطر علينا فالزوابع و الرياح
تأتي مع المطر الذي يروي الأقاح
و التين و الزيتون في أرض الغجر
رباه إن الأرض تزهر بالمطر
لكننا سنضيع نحن و ينطفي ضوء القمر
و تهب عاصفة و يحتدم الظلام
و تذوب أنوار السماء و ينتهي حلم النيام
الساهرين مع القمر
و الشاربين الخمر من كأس السهر
و يطير قنديل و تضطرب السفينة
كضلوع مومسة تؤرقها خطاياها الدفينة
البحر ثار
يا أيها البحارة الشجعان إن البحر ثار
ألقوا الشراع
و ارموا إلى البحر الحمولة و المتاع
فالحوت و الأسماك جائعة. و أمطار السماء
هيهات تغسل حقد حوت. و الرجال
في البحر تُعرف ما معادنها. هضاب أم جبال
شدوا الحبال
و تعادلوا فالبحر يعرف ما الحرام من الحلال
و الريح ضد البحر و البحّار من ماضي الزمان
و نروح نقرأ بعض آيات الكتاب
فالموت في غرق عذاب
لكن تجّار السفينة هؤلاء يفضلون
موتي و موت الآخرين
و فناء كل الأرض. كل العالمين
كل الوجود. و لا يرون
أموالهم تُرمى لقاع البحر. تجّارُ البحار
أقسى علينا من رياح البحر و الحوت الكبير
و نروح نلعنهم كما لَعَن الكتاب
كفار مكة. و الذي سحَّ السحاب
أحنى علينا من جميع الناس. يا قمر السماء
عيناك أقوى من عيونهم المريضة. و النجوم
ستشع ثانية و تحترق الغيوم
و نعود نحلم بالجنان و بالقيان و بالدهاليز
الطويلة
تلك التي قد صورتها شهرزاد سميرةُ الملك
الجميلة
مذكرات بحّار ١٩٦٢ للشاعر محمد الفايز ١٩٣٨-١٩٩١
بحاري الحبيب، لا أدري بأي بحر في دنياك أغرق، أبَحر شِعرك المُفني كالنَّفَس الملهوف قبل الزّفرة، أم بحرك الطاغي الذي فيه تبحر و عن لآلئ الأميرات المنثورة فيه تبحث. في البحر تختلط البِحار فالآيات و الأحلام و الليالي والمال، أوه يا مال... كلها تلتحم بواو... بعد المطر، كل شيء بعد المطر و ستحتضنك الدهاليز بعد حضن الأفق البارد، و ستسمع المزيد من القصص عن تجار السفينة و عن الشبّاك المضاء، و عن التنّور البعيد...عندما تتنفس صخوري بحورك، أعِدُكَ بحّاري، بالوعود
في الضوء كالأعراس في كهف مضاء
حيث السماء
في البحر ترسم عالما نشوان من نور و ماء
يجتثنا و يطير فينا في الفضاء
للحور. للجنات. للدنيا الجميلة
عندي حكايات لها من ألف ليلة
من شهرزاد و ليلها المخمور. ليل الحالمات
الشاربات الماء من شط النجوم
مثل التي كانت تغني للغيوم
فتصير نارا ثم تمطر. و الحياة
مملوءة بالسحر. حيث الساحرات
قد كن ربات البيوت العامرات
و نظل نحلم بالقصور. و بالدهاليز الطويلة
تلك التي قد صورتها شهرزاد بألف ليلة
و الدود في بطني يشاركني غذائي. و الوجار
خالٍ بلا قدر. و أسماك البحار
أكلت و نامت. و الصحاب
يتحدثون عن الموائد في القصور
و عن التي كانت تعطر خِدَرها المسحور من أشهى العطور
و عن الضفائر عندما تُطوى على نهدٍ و جِيدْ
و على سفينتنا القمر
يضوي و لا يُعطي كتنّور بعيد
كسفينة بيضاء عالية الشراع
أو مثل شبّاك مضاء
تحت السماء
و نروح نستوحيه كالشعراء نشكيه الهيام
حتى ننام
يا رب يا ملكا تعالى في سماه
يا أيها الأبدي يا نورا نراه و لا نراه
دعنا ننم. و بلا غيوم
و دع القمر
يضوي علينا و النجوم بلا مطر
نحن العراة المبحرين مع المخاطر و المنون
رباه لا تُمطر علينا فالزوابع و الرياح
تأتي مع المطر الذي يروي الأقاح
و التين و الزيتون في أرض الغجر
رباه إن الأرض تزهر بالمطر
لكننا سنضيع نحن و ينطفي ضوء القمر
و تهب عاصفة و يحتدم الظلام
و تذوب أنوار السماء و ينتهي حلم النيام
الساهرين مع القمر
و الشاربين الخمر من كأس السهر
و يطير قنديل و تضطرب السفينة
كضلوع مومسة تؤرقها خطاياها الدفينة
البحر ثار
يا أيها البحارة الشجعان إن البحر ثار
ألقوا الشراع
و ارموا إلى البحر الحمولة و المتاع
فالحوت و الأسماك جائعة. و أمطار السماء
هيهات تغسل حقد حوت. و الرجال
في البحر تُعرف ما معادنها. هضاب أم جبال
شدوا الحبال
و تعادلوا فالبحر يعرف ما الحرام من الحلال
و الريح ضد البحر و البحّار من ماضي الزمان
و نروح نقرأ بعض آيات الكتاب
فالموت في غرق عذاب
لكن تجّار السفينة هؤلاء يفضلون
موتي و موت الآخرين
و فناء كل الأرض. كل العالمين
كل الوجود. و لا يرون
أموالهم تُرمى لقاع البحر. تجّارُ البحار
أقسى علينا من رياح البحر و الحوت الكبير
و نروح نلعنهم كما لَعَن الكتاب
كفار مكة. و الذي سحَّ السحاب
أحنى علينا من جميع الناس. يا قمر السماء
عيناك أقوى من عيونهم المريضة. و النجوم
ستشع ثانية و تحترق الغيوم
و نعود نحلم بالجنان و بالقيان و بالدهاليز
الطويلة
تلك التي قد صورتها شهرزاد سميرةُ الملك
الجميلة
مذكرات بحّار ١٩٦٢ للشاعر محمد الفايز ١٩٣٨-١٩٩١
بحاري الحبيب، لا أدري بأي بحر في دنياك أغرق، أبَحر شِعرك المُفني كالنَّفَس الملهوف قبل الزّفرة، أم بحرك الطاغي الذي فيه تبحر و عن لآلئ الأميرات المنثورة فيه تبحث. في البحر تختلط البِحار فالآيات و الأحلام و الليالي والمال، أوه يا مال... كلها تلتحم بواو... بعد المطر، كل شيء بعد المطر و ستحتضنك الدهاليز بعد حضن الأفق البارد، و ستسمع المزيد من القصص عن تجار السفينة و عن الشبّاك المضاء، و عن التنّور البعيد...عندما تتنفس صخوري بحورك، أعِدُكَ بحّاري، بالوعود
No comments:
Post a Comment