قد قيل لي البارحة ألا أبيّن الجانب الأسود من حياتي لمن لا يعرفني، و أن حقائق الأمور يجب أن تبان بعد فترة من المعرفة حيث تنفرج الشخصية و تتفكك و تتحول إلى ما هي عليه في الواقع. رغم اختلافي قليلا مع هذا الرأي إلا أنه ترك أثرا في داخلي و إدراكي
عاد و نمت و رأيت فيما يرى النائم أننا كنا في الآفنيوز، لكن المكان في الحقيقة كان أشبه بأحد أسواق فحيحيل و كنا نحاول أنا و طباخنا و أحد زملائي أن نذهب إلى مكان لنتباحث في أمر ما. و عندما وصلنا فإذا بالمكان عبارة عن غرفة كبيرة جانبها المضيء مكتبة و يقسمها في منتصفها عمود عريض يستخدم في الجانب المظلم كحائط لعرض الصور ضوئيا، كنا نبحث عن معلومات عن الأهوار عندما نادانا حميد طباخنا لنرى الصورة المعروضة على الحائط فقد كانت صورة لوادي بالعراق نستطيع أن نتحكم بمنظورها على هوانا.
و لكن بدأنا نشك حين دخلت صورة غريبة من بين المناظير لغرفة معتمة ما لها علاقة بالصورة التي كنا نفحصها، ثم تبدد شكنا عندما تبصرنا و ثبتت علاقتها بهذا الوادي و كأنها غرفة داخل مغارة. تداخلت هذه الغرفة مع غرفتنا و كأنها احتلتها أو حوتها و كان في الغرفة أشياء قديمة لم ألحظها و لكننا وجدنا شجيرة عليها بعض الحيوانات الرخوية و التي جمعناها و صرنا نأكلها، عندها أشار أحد الجلساء إلى أعلى ركن الغرفة حيث بدأ ثعبان أحمر بالرقص على الجدار المخضر.
تابعته بعيني و أنا آكل الرخويات الحلوة المذاق حتى خرج من الثعبان كائن غريب ثم بدأت سلسلة من التحولات متناغمة مع رقصه على الجدار إلى أن وصل الأرض حوريةً حمراء ينعكس على وجهها شيء من اخضرار الجدران. شعرها طويل داكن الحمرة، و عيناها حادتان عازمتان على ما أجهل و حاجباها ممتدان بلا تكلف على جبينها. و بصمت كانت تخترقني بلحظها و يتماوج جسدها كأنه تحت إمرة تيارات البحر حتى شككت إن كنا فعلا في أحد قيعانه. لكنها لم تفعل شيئا غير ذلك، و سعدنا برحلتنا و رجعنا سالمين غانمين، و أتانا الناس يسألوننا أين كنا فقلنا لهم هناك، و ذلك ليس ببعيد
ذهب الناس و كان النساء أغلبهم، و غابوا قليلا و عندما عادوا كانوا جميعا يشكون من ألم بعيونهم، و لا نفتأ نحضر دواءا أو ماءا حتى تلاشت شحمة العين و لم يبق من وسيلة البصر سوى تجويفها المظلم، و دخل العديد من الناس من باب المكان بلا عيون بوجوه أشبه بالأقنعة، فقصت لي إحدى السيدات بأن الحورية الحمراء قد قدمت للناس ماءا من غير أن تتكلم فظنوه ماء الحياة الشافي، لكنه صار وبالا على الجميع أفقدهم أبصارهم بعد أن غسلوا به وجوههم
ثم استيقظت من الحلم و قصصته على من كانوا معي لكنهم آثروا النوم، و ظللت أحكي الحلم إلى أن تحولوا في نومهم إلى أطفال بالمهد، و مازلت في تأمل و تفكر و استنكار فيما كان من الطبيعي أن يتحول الكبير صغيرا عندما ينام أم أنها ظاهرة غريبة
حتى استيقظت أخيرا
لم يكن الحلم بغريب فقد اجتمعت به عدة أشياء من يومي السابق، لكن بإعادة ترتيب، لكني لم أستطع تجاهله لتأثيره القوي علي طوال اليوم. و كتبته طمعا براحة البال، فلا أعتقد بتأويله، و إنما أقدره أقل إلى الرؤيا، أقرب إلى القصة
عاد و نمت و رأيت فيما يرى النائم أننا كنا في الآفنيوز، لكن المكان في الحقيقة كان أشبه بأحد أسواق فحيحيل و كنا نحاول أنا و طباخنا و أحد زملائي أن نذهب إلى مكان لنتباحث في أمر ما. و عندما وصلنا فإذا بالمكان عبارة عن غرفة كبيرة جانبها المضيء مكتبة و يقسمها في منتصفها عمود عريض يستخدم في الجانب المظلم كحائط لعرض الصور ضوئيا، كنا نبحث عن معلومات عن الأهوار عندما نادانا حميد طباخنا لنرى الصورة المعروضة على الحائط فقد كانت صورة لوادي بالعراق نستطيع أن نتحكم بمنظورها على هوانا.
و لكن بدأنا نشك حين دخلت صورة غريبة من بين المناظير لغرفة معتمة ما لها علاقة بالصورة التي كنا نفحصها، ثم تبدد شكنا عندما تبصرنا و ثبتت علاقتها بهذا الوادي و كأنها غرفة داخل مغارة. تداخلت هذه الغرفة مع غرفتنا و كأنها احتلتها أو حوتها و كان في الغرفة أشياء قديمة لم ألحظها و لكننا وجدنا شجيرة عليها بعض الحيوانات الرخوية و التي جمعناها و صرنا نأكلها، عندها أشار أحد الجلساء إلى أعلى ركن الغرفة حيث بدأ ثعبان أحمر بالرقص على الجدار المخضر.
تابعته بعيني و أنا آكل الرخويات الحلوة المذاق حتى خرج من الثعبان كائن غريب ثم بدأت سلسلة من التحولات متناغمة مع رقصه على الجدار إلى أن وصل الأرض حوريةً حمراء ينعكس على وجهها شيء من اخضرار الجدران. شعرها طويل داكن الحمرة، و عيناها حادتان عازمتان على ما أجهل و حاجباها ممتدان بلا تكلف على جبينها. و بصمت كانت تخترقني بلحظها و يتماوج جسدها كأنه تحت إمرة تيارات البحر حتى شككت إن كنا فعلا في أحد قيعانه. لكنها لم تفعل شيئا غير ذلك، و سعدنا برحلتنا و رجعنا سالمين غانمين، و أتانا الناس يسألوننا أين كنا فقلنا لهم هناك، و ذلك ليس ببعيد
ذهب الناس و كان النساء أغلبهم، و غابوا قليلا و عندما عادوا كانوا جميعا يشكون من ألم بعيونهم، و لا نفتأ نحضر دواءا أو ماءا حتى تلاشت شحمة العين و لم يبق من وسيلة البصر سوى تجويفها المظلم، و دخل العديد من الناس من باب المكان بلا عيون بوجوه أشبه بالأقنعة، فقصت لي إحدى السيدات بأن الحورية الحمراء قد قدمت للناس ماءا من غير أن تتكلم فظنوه ماء الحياة الشافي، لكنه صار وبالا على الجميع أفقدهم أبصارهم بعد أن غسلوا به وجوههم
ثم استيقظت من الحلم و قصصته على من كانوا معي لكنهم آثروا النوم، و ظللت أحكي الحلم إلى أن تحولوا في نومهم إلى أطفال بالمهد، و مازلت في تأمل و تفكر و استنكار فيما كان من الطبيعي أن يتحول الكبير صغيرا عندما ينام أم أنها ظاهرة غريبة
حتى استيقظت أخيرا
لم يكن الحلم بغريب فقد اجتمعت به عدة أشياء من يومي السابق، لكن بإعادة ترتيب، لكني لم أستطع تجاهله لتأثيره القوي علي طوال اليوم. و كتبته طمعا براحة البال، فلا أعتقد بتأويله، و إنما أقدره أقل إلى الرؤيا، أقرب إلى القصة
2 comments:
لولا تأثير اليوم الذي عشتيه على الحلم لما تذكرت كل هذه التفاصيل
لعله خير إنشاءالله
:)
لولا تذكري لكل التفاصيل التي عشتها ذلك اليوم لما حلمت هالحلم
;)
Post a Comment